إنَّ شخصية هذه القصة هي شخصية استثنائية و قد تكون إسطورية في الزمن الذي نعيش فيه.. بكل ما فيه من تغييرات و من تنكر للقيم و إنقلاب على الإنسانية.. شخصية.. يفتقدها عالم الماديات ولا إنسان..
شخصية.. بقيت المباديء هي زادها الوحيد في وقت لم يعد العالم يؤمن بشيء اسمه إنسان..
في مكان ما في هذا العالم كان هناك رجل بكل ما تحمله هذه الكلمة من معانٍ و دلالات.. رجل في عالم الذكور.. و شهم في زمن موت النخوة و انعدام المروءة..
يحكي لنا هذا البطل الهمام قصته و يقول....... في أحد الأيام تجمع الأعراب و الأغراب علي يلوموني و يزدروني لعشقي.. و يأمروني و يهددوني لوجدي .. قالوا لي_اتركها فهي رافضية مجوسية..!
فقلت لهم :هي و الإيمان مقترنان..و عن أي إيمان تتحدثون و قد عاديتُم الرحمن!
قالوا لي :هي فقيرة معدمة.. إنّا نرى هذا هوان ،
فقلت لهم :ما على الفقر يُلام الإنسان..و لو كان العز بالمال لكنتم له أهل أيها البعران..!
قالوا:أما والله نرى أنها قد سحرتك..!
فقلت :و أعظم السحر سحر العينان..
فقاطعتهم و قلت لهم :أتنقمون منها حسبها و نسبها و هي تفاخر العالم بالأجداد و العمران.. و كيف يهزأ مثلكم يا من تنسبون إلى البعير.. و إن فاخرت هي بالأمجاد فاخرتم أنتم بالسراويل!
قالوا :هكذا نحن بعزتنا نأمرك.. فقلت لهم :لا عزة إلا عزة الله العلي الكبير..
قالوا تنحى عنها و سلمها لنا فنحن عليها أوصياء..
فقلت لهم :أي وصاية تزعمون يا عالم الأدعياء.!
كيف للطلقاء تكون وصاية، على من حريتها عانقت السماء؟
قالوا نحن لك من الناصحين فخذ هذا الخنجر المسموم و اغرسه في قلبها..تكن من السالمين ؛ فصرخت فيهم : ويحكُم ماذا تقولون أيها الظالمين ؟
و في غفلةٍ مني :أخذ أخاً لي الخنجر و كاد أن يغرسه في خاصرتها لولا أني أمسكت بيده و قلت له :ما عدت أخي ماذا تريد أن تفعل أيها المجنون، إنَّ الله لا يهدي كيد من يخون..
قالوا لي و هم في كبرهم يتغطرسون لنأتينك بما لا قبل لك به.. قلت ساخراً :فأتوا.. فإنَّا على الله معتمدون..
قلت فاعلموا أنكم أنتم من ستندمون.. و على صخرة بطشي و بأسي.. كم من الآهات سوف تولون.. و أني أفديها بالروح و أهديها مقل العيون..
و لتنظروا في قلبي إن كنتم تجهلون..
لتعرفوا هي من تكون..
هي الأمن و الإيمان.. هي الحكمة و كل معاني الإحسان..
هي السعيدة.. لم يرَ قط مثلها إنسان..
هي الصبر.. هي النصر..و هي للعزة عنوان..
و عنها رافضية تقولون ..
ألأنها ترفض الذل و الهوان..
و ترفض الضيم و لا ترضى بالاستسلام..
هي الجمال و الصمود.. لها النصر و الخلود.. و مجدها دوماً يسود.. لأنَّ حُماتها أسود..
هل عرفتم من أكون؟
أنا ســام.. و هي معشوقتي اليمن إن كنتم تجهلون..