زلالُ غدير خمٍّ فيك جاري
تبوحُ بمن تُوالي أو تُواري
أتظمأ والولاية فيك تجري
سحائب غيثها دون انحسارِ
ألم ترَ كيف أنَّا بعد غيٍّ
هُدِينا بالمسيرة للمسارِ
وآنسنا بليل الطور بدراً
طوى الظلماتِ عن وضح النهارِ
يدٌ نضاحةٌ من خير صلبٍ
وأطهر كوثرٍ وأعز دارِ
وجبهة عترةٍ جلت النواصي
بفرقان الهدى بعد التواري
ألم ترَ أوسنا انبعثت طريفاً
وخزرجنا كتالدها الفخارِ
وكنا قلةً في الأرض نهباً
تَخَطَّفُنا الأكفُّ بلا قرارِ
فبتنا والفتى مِنا غِلاباً
يُعَدّ بجحفل الكفر الكبارِ
نروغُ ممالك الطاغوت ضرباً
ونذروها غباراً في الغبارِ
تحطمتِ العروش مؤمركاتٍ
جذاذاً تحت دمدمة الشعارِ
ومثل جذوع نخلٍ خاوياتٍ
تهاوت تحت أقدام الصغارِ
رمينا بالشواظ طغاة نجدٍ
ولم نعكفْ على رمي الجمارِ
ونحن لأسْرِ بيت الله فتحٌ
وللمسرى الخلاصُ من الإسارِ
يكاد سنا أبي جبريل يوحي
لجيش البأس جوسوا في الديارِ
فتنشق البحار بنا ويهوي
فراعنة الزمان الإنكشاري
يمانيون ما برحوا هُداةً
ومهديين لم تحدِ الذراري
لطه نصرةً ولآل طه
همُ الأنصار قسورة الغمارِ
وهم في «المرتضى» رضوان عهدٍ
لأعلامٍ خيارٍ من خيارِ
بهم وصلوا المعالي بالمعالي
وعزَّ الدينُ في عزِّ الذِّمارِ
إذا ما شئت ضربَ الظلم فاضربْ
بقبضةِ حيدرٍ وبذي الفقارِ
* نقلا عن : لا ميديا