ما حدث في لبنان كارثي ، ولكن الأسوأ لم يحصل بعد !! فحزب الله كلما اشتدت قوته اشتدت مؤامرات الأعداء ، ونحن نتكلم عن حزب تفوق قدراته توقعات أعدائه وحتى حلفائه ، ولذلك ستلجأ أمريكا وإسرائيل للضرب تحت الحزام عبر استهداف الاقتصاد والأمن ، خاصة بعد فشل مسرحية الثورة وما تلاها من تأزيم الوضع الاقتصادي والسياسي ، وهاهم الآن يضغطون أمنيا . هذه الرسالة مفادها أن لبنان لن ينعم بالأمن والاستقرار طالما وحزب الله يزداد قوة وشعبية .
الغريب والمخيب للآمال أنه حتى اللحظة لم تتم الإشارة رسميا إلى احتمال وجود تدخل خارجي ، ولربما كان الشارع العربي ، واليمني خاصة أكثر جرأة في توجيه أصابع الاتهام للعدو والمستفيد الوحيد من هذه الاضطرابات ، فكما شاهدنا كيف تعامل الإعلام الموالي لإسرائيل – خاصة السعودي والخليجي – مع الكارثة ، وهذا يدل على من يمتلك مصلحة في تدمير لبنان ليصبح عبرة لكل بلد يملك رؤية الاستقلال ومقاومة الإرهاب والاحتلال .
لثغرات الأمنية تزداد في البلدان التي تعج بالخونة، وبرأيي أن توجيه الاتهام دائما للعدو الحقيقي سيكون فيه ردع لهؤلاء الذين أصبحوا يتبجحون بخيانتهم . حتى لو افترضنا أن الحادث كان نتيجة الفساد والإهمال، فمن المسؤول الأول عن نشر الفساد في البلدان العربية والإسلامية؟! بالتأكيد هو العدو الصهيوني الذي يسعى من وراء نشر الفساد للتغلغل في هذه البلدان وإسقاطها واحدة تلو الأخرى حتى يتسنى له تحقيق حلمه المريض بدولة من الفرات إلى النيل والتحكم بكل ثروات المنطقة، وهو حلم لا يخفيه، بل أنه موجود بالفعل في راية الكيان الإسرائيلي وبكل وضوح!
لو فكرنا قليلا بصوت مسموع لنضع هذا الحلم الإسرائيلي ومدى تحقيقه في الواقع لرأينا الحقيقة المفزعة ، فالعراق ( الفرات ) وسوريا ولبنان وفلسطين ( القلب ) وصولا لسيناء ومصر ( النيل ) كلها تقع في خضم مؤامرة متواصلة حتى يكاد يظهر – بحسب ما نراه من مجريات الأحداث – أنها تعاني من أزمات تتشابه ومفتعلة تكاد تسقطها في دوامة الفوضى ، وقد تم محاصرة هذه الدول بمحيط معادي وأنظمة عميلة لخدمة هذا المشروع القذر ، وقد تم الانفراد بكل بلد على حدة تمهيدا للإجهاز عليها !
اللبنانيون اليوم، أمام امتحان صعب ، ومن الغباء أن يفكر البعض أنهم إذا تخلصوا من حزب الله إنهم سينعمون بالهدوء والاستقرار ، وهذا بالطبع ما يتم الترويج له في العراق أيضا عبر استهداف الحشد الشعبي ، وكما يحدث في بلدان أخرى تتبنى المشروع المقاوم .
الحل في لبنان اليوم يكمن في التخلص من العملاء والخونة ، وهذا الأمر أصبح مهما وملحا قبل أن تزداد الأوضاع سوءا ، فالفوضى قادمة لا محالة ، وسيتم استهداف المقاومة أكثر فأكثر .. يجب أن تتضافر الجهود على كل المستويات السياسي والثقافي والعسكري والأمني لتنظيف الساحة الداخلية دون إبطاء أو تململ ، وإلا فمن المؤسف أننا سنصل إلى اليوم الذي يرمى بكل ما يجري على عاتق المقاومة ، وعندها سنرى أن الخونة سيقومون بتنفيذ ما عجز الكيان الصهيوني عن تحقيقه ، وتسليم لبنان على طبق من ذهب !