نحن أناس واضحون ، ولا يعجبنا أن نغازل اليهود في السر ونلعنهم في العلن ، أو كما بات يفعل اليوم “الخلاوجة” من غزل تدريجي سينتهي حتما بتطبيع كامل مع إسرائيل ، وعداء كامل مع كل عربي حر لا يقبل بظلم واحتلال ، فالعلاقات غير الشرعية السرية لا بد أن تظهر يوما ما .. أنا هنا أقول إننا على استعداد للسلام مع اليهود ، ولكن بشروط طبعا ..
الشرط الأول : أن يلج الجمل في سَم الخياط.
قد يستنكر بعض الخونة والعملاء هذا الكلام ، ولكني أستنكر بدوري استنكارهم هذا كون إسرائيل – ومنذ البداية – قد وضعت شروطا تعجيزية لا تقل صعوبة عن شرط ولوج الجمل في سَم الخياط ، ورغم هذا لم نسمع منهم أي استنكار، إنه من المعيب ومن المذل أن نسمع تلك الشروط التعجيزية التي يقدمها اليهود في مؤتمرات عالمية على مرأى ومسمع من دبلوماسيي العالم ، بينما لا يصدر منا أي رد على هذا السخف ، وبينما يستمر اليهود بتكرار الأمر عاما بعد آخر وكأننا أطفال صغار يحاولون أن يضحكوا عليهم ، والمشكلة أن الأنظمة المستعربة تقدم التنازلات عاما بعد آخر حتى باتوا لا يملكون ما يتنازلون عنه سوى عروبتهم ومقدساتهم وكرامتهم.
الشرط الثاني : أن يبعث الله الموتى.
وهذا شرط هام وجوهري لإكمال أية تسوية ، فيجب علينا – لو كنا نحترم أنفسنا – أن نسأل أولئك الذين ضحوا بحياتهم من أجلنا عن رأيهم في ما نعتزم فعله ، ويجب علينا – لو كانت فينا نخوة حتى لو كانت ( ميد إن تشينا ) – أن نسأل أولئك الذين قتلوا غيلة وغدرا عن رأيهم في ما سنقبل عليه متناسين دماءهم التي سفكت، هؤلاء يجب أن يشهدوا على توقيع أي اتفاق يتضمن تنازلا عن حقوقهم ، أليس هذا هو الصواب ؟!
الشرط الثالث : أن تشرق الشمس من المغرب.
أسمع البعض منكم يتذمَّر من هذه الشروط المستحيلة ، وكأنى بهم يتجاهلون أن الوقت الذي يلي هذا اليوم يفوق بكثير ما قد مضى، فإذا حصل وأن جاء يوم تشرق فيه الشمس من المغرب ووقعنا مع اليهود اتفاق سلام ، فصدقوني نحن نملك الوقت الكافي وزيادة في ساحة المحشر الذي يساوي 50 ألف سنة ، ولو أني أشك أننا سنصل إلى اتفاق في هذه الحالة أيضا لأنه لا عهد لليهود .. لا عهد ولا وفاء لدى هؤلاء الذين قتلوا أنبياء الله وكانوا سبب كل بلاء حل بالبشرية ..
بالمختصر ، لا يمكن أن نتفق معهم أبدا لأنهم عصاة ، ملعونون ، مجرمون ، قتلة ، فاسدون، مفسدون ، وفيهم كل الصفات القذرة التي يشمئز منها كل مؤمن حر وأبي وكريم .. لا اتفاق سيتم بيننا وبينهم حتى لو انطبقت السماء على الأرض ، ولا بد من يوم نصفي فيه حسابنا مع اليهود بالدم مقابل الدم ، ولو طبَّع كل الحثالة العرب والأدعياء العملاء ، وحتى لو طالت معركتنا مع المنافقين قروناً حتى نصل إليهم ..
فليستهدفوا الأحرار ، وليبنوا الأسوار ، وليصافحوا ألف زعيم حمار ، في العلن أو خلف الستار .. قادمون لتحرير القدس بعد أن نطوف بالكعبة ، وسنأتي حاملين بنادقنا فقط وإيمانا راسخا بالله في قلوبنا ، وسنتخطى ألف ألف ابن حرام يحاول منعنا من ركلكم إلى البحر وإلى مزبلة التاريخ يا أحقر مخلوقات الله .. فعندها سيعم السلام .