يشعر الواحد منا بالارتياح والسعادة وهو يشاهد الانتصارات الميدانية والملاحم البطولية التي يجترحها أبطال الجيش واللجان الشعبية في مختلف جبهات العزة والكرامة ، والتي ترفع الرؤوس وتشرئب لها الأعناق ، وما يزيد هذه الانتصارات العسكرية بهاء وألقا وتميزا تزامنها مع إنجازات أمنية تحققها وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية والاستخباراتية في سياق دورها الرائد في حفظ الأمن والاستقرار ، ومكافحة الجريمة والحد منها ، وضبط كل من تسول له نفسه إقلاق الأمن والتعدي على الممتلكات العامة والخاصة ، والإفساد في الأرض ، حيث يشكل الجانب العسكري والأمني خلية متجانسة تعمل على التصدي للعدوان ومرتزقته وترسيخ دعائم الأمن والاستقرار والحفاظ على النسيج الاجتماعي ووحدة الصف الوطني والجبهة الداخلية، ويشعر معها المواطنون بالارتياح والطمأنينة..
قبل أيام كشف الناطق باسم وزارة الداخلية العميد عبدالخالق العجري تفاصيل عصابة إجرامية مكونة من خمسين فردا يمتهنون السرقة والسطو بالإكراه والنصب والاحتيال وبحوزتهم كميات هائلة من المسروقات التي تنوعت بين ( الجنابي الصيفاني) باهظة الثمن ، والأسلحة النارية ( كلاشنكوف ومسدسات ) والهواتف المحمولة وأجهزة الاتصال اللاسلكية الخاصة بالأجهزة الأمنية والشركات الخاصة ، وأجهزة الكمبيوتر المحمولة بمختلف أشكالها ، وكميات من الجوازات والبطائق والأغراض الشخصية التي قام أفراد العصابة بسرقتها ، حيث أظهرت المشاهد التي عرضها الإعلام الأمني حجم الإنجاز الأمني الذي تحقق قياسا بحجم المضبوطات الكثيرة التي تم ضبطها ، وهو ما يعكس حالة اليقظة الأمنية ، وفاعلية أداء العيون الساهرة داخل الأجهزة الاستخباراتية والأمنية التي نجحت في رصد وتعقب تحركات أفراد هذه العصابة التي تضم عناصر من عدة محافظات، يمارسون جرائم السطو والسرقة بصورة منظمة في أكثر من محافظة ، حيث يصطادون ضحاياهم بعناية بعد عمليات رصد ومتابعة لعدة أيام قبل تنفيذ الجريمة..
روعة هذا الإنجاز الأمني تجلت في أبهى صورها عند حضور ضحايا هذه العصابة الإجرامية الخطيرة إلى مقر البحث الجنائي بأمانة العاصمة لتقديم ما يثبت ملكيتهم لمسروقاتهم التي تم ضبطها ، كإجراء رسمي لتسليمهم إياها ، لحظات أكثر من رائعة ذرف معها البعض الدموع فرحا وابتهاجا بعودة مسروقاتهم بعد أن داخلهم اليأس بعدم عودتها ، لحظات شعرنا جميعا خلالها بالحس الأمني العالي ، واليقظة الأمنية العالية التي تتحلى بها الأجهزة الأمنية والاستخباراتية ، والدور المتميز الذي تقوم به العيون الساهرة على أمن الوطن والمواطن ، والتي أسهمت في ضبط هذه العصابة الخطيرة التي كانت تخدم قوى العدوان بصورة غير مباشرة من خلال إقلاق الأمن والسكينة العامة في أوساط المجتمع..
وأمام هذا الإنجاز الباهر لوزارة الداخلية وجهاز الأمن والمخابرات، وأمام ما شاهدنا من معاناة كابدها ضحايا هذه العصابة جراء تعرضهم للسرقة وتأثيرات ذلك على نفسياتهم وصحتهم والحسرة والأسى الذي لازمهم طيلة هذه الفترة ، فإن الأجهزة الأمنية مطالبة باستكمال التحقيقات مع أفراد هذه العصابة وإحالة ملف القضية إلى النيابة والشروع في محاكمتهم محاكمة مستعجلة وتطبيق شرع الله فيهم ، ليكونوا عبرة لكل من تسوِّل له نفسه إقلاق الأمن والسكينة العامة والسطو على الممتلكات العامة والخاصة ، تحقيقا للعدالة وتطبيقا للشرع ، وردعا لكل من يمتهنون السرقة والسطو، ما أروع أن تقطع أيديهم وتعلَّق في ميدان التحرير أو باب اليمن تعزيرا وتشهيرا بهم ، أنا على ثقة بأن ذلك سيحد من جرائم السرقة بنسبة 90 % وزيادة.
بالمختصر المفيد: الإنجازات الأمنية مدعاة فخر واعتزاز كل اليمنيين كما هو حال الانتصارات والإنجازات العسكرية ، والمطلوب هنا تفاعل المجتمع وتعاونه مع السلطات الأمنية في محاربة الجريمة قبل وقوعها من خلال الإبلاغ عن الخارجين على النظام والقانون من اللصوص وقطاع الطرق ، مع ضمان سرية هذه المصادر لضنان سلامتها وعدم تعرضها لأي مضايقات ، وكما شعرنا بالسعادة لضبط هذه العصابة ، فإننا ننتظر بفارغ الصبر محاكمة أفرادها وكل من يتعامل معهم ويوفروا لهم سوقا لبيع مسروقاتهم ، ليطبق شرع الله فيهم ، وخصوصا أن الإصلاحيات والسجون مملوءة باللصوص الذين يدخلونها ويخرجون منها ويعودون من جديد ، بسبب تعطيل شرع الله وعدم تنفيذه في حقهم.
الله الله في محاكمة هؤلاء اللصوص وتطبيق حكم الله فيهم، إذا ما أردنا أن تشهد البلاد أزمة خانقة جدا في جرائم السرقة والسطو.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.