في الوقت الذي يواصل فيه مهفوف السعودية محمد بن سلمان ضخ المليارات لمولاه وسيده ترامب مقابل قيامه بإزالة العقبات التي تحول دون توليه الملك خلفا لوالده ، ومن أجل هذا الهدف وهذه الغاية ينبطح بقوة ، فيسيل لدولاراته لعاب ترامب فيغرق في ابتزازه ، ويعكف عليه على قدم وساق ، حيث تشده أصوله اليهودية نحو التطبيع مع إسرائيل ، ومن أجل ذلك تجري الترتيبات تحت الطاولة بصورة مؤقتة لحين تولي المهفوف مهام الحكم خلفا لوالده ، حيث يضع المهفوف التطبيع مع الكيان الإسرائيلي ضمن أولويات ما يسمى برؤية المملكة 2030 ، زيارات العيسى أمين ما يسمى برابطة العالم الإسلامي وتصريحاته المتصهينة ، وخطاب الأفاك السديس إمام وخطيب الحرم المكي الداعم والمتناغم مع التطبيع والتقارب مع اليهود ، والمواقف الرسمية السعودية تجاه التطبيع الإماراتي والتقارب الإسرائيلي يؤكد تطبيع السعودية غير المعلن ، والذي بات إعلانه مسألة وقت ليس إلا .
وفي ذات المسار يسير غر الإمارات محمد بن زايد ، المنتشي بإعلانه التطبيع مع إسرائيل ، المهووس بلقب زعيم العرب ، والذي يمنيه ترامب والصهاينة بأنه سيكون من نصيبه وأنه الأجدر به ، فيعلن التطبيع مع إسرائيل ويحتفي بذلك ، ويبرر له ، ويرى فيه الطريقة المثلى لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين حد زعمه ، التطبيع الذي لم يشفع له لدى ترامب ، فلا يزال مستمرا في ضخ الأموال دفعات ، والذهاب نحو تقديم المزيد من التنازلات ، والتفنن في انبطاحه ، محاولا التفوق في ذلك على ( الخيبة ) السعودي محمد بن سلمان ، ويهرول ( بلا فرامل ) نحو مستنقع كل القاذورات والنجاسات (مربع التطبيع مع الكيان الصهيوني ) بكل وقاحة وسفاهة ، غير مكترث بتداعيات ذلك ، وغير مبال بردود الأفعال على هذه الخطوة التي يدرك خطورتها وحساسيتها وخصوصا في هذه المرحلة التي يحاول من خلالها الأمريكي والإسرائيلي تمرير ما يسمى بصفقة القرن ، التي تعد المؤامرة الكبرى على القضية الفلسطينية ، قضية العرب الأولى والمصيرية ، متجاهلا موقف الشعب الإماراتي المغلوب على أمره الذي لا حول له ولا قوة ، في ظل سياسة البطش والقمع والتنكيل التي ينتهجها المتصهين محمد بن زايد وزمرته المتصهينة ، الشعب الذي لزم الصمت تجاه هذا الجرم والعار الكبير الذي ألصقه بهم وبدولتهم .
ثالثة الأثافي ( مملكة البحرين ) الدويلة الخاضعة للحماية والهيمنة السعودية ، أثبتت هي الأخرى وكما كان متوقعا بأنها الأكثر شغفا بإسرائيل والأقرب في اللحاق بالإمارات في التطبيع مع الكيان الإسرائيلي ، حيث سقط مسخ البحرين المتصهين حمد بن عيسى آل خليفة في مستنقع اليهودة والتصهين بإعلانه تطبيع بلاده مع الكيان الإسرائيلي بعد فترة شهدت حالة من التقارب الشديد بين الجانبين ، معها ظننا بأنها ستكون السباقة في اتخاذ قرار التطبيع ، ولا غرابة أن تتخذ القيادة البحرينية هذا القرار بتوجيهات أمريكية سعودية ، فلا وزن ولا قيمة لهذه الدويلة ، ولا تعويل على قيادتها الخانعة العميلة ، التي حولتها إلى مركز للدعارة في منطقة الخليج تنافس من خلاله دبي وأبو ظبي .
فاقد الشيء لا يعطيه ، ومن لا كرامة ولا شرف ولا عزة له ، من الطبيعي أن تكون مواقفه مشبعة بكل هذه الخسة والنذالة والخيانة والعمالة ، فمن يأتي بالجنود السعوديين لقتل أبناء شعبه وتشريدهم والتنكيل بهم ، لا تمثل عنده القضية الفلسطينية أي أهمية ، ولا يجد أي مشكلة في المتاجرة بها وبيعها والإرتماء في أحضان العدو الإسرائيلي ، والخروج عن الإجماع العربي بإعلان التطبيع معه ، فقد نزع الله منهم الحياء والغيرة وصاروا أضل من الأنعام ، يعيشون من أجل إشباع شهواتهم وتلبية رغباتهم والحفاظ على عروشهم وتنمية مدخراتهم وثرواتهم المالية وممالكهم الهشة الحقيرة التي لا تمتلك قرارا ولا إرادة .
بالمختصر المفيد، تطبيع البحرين خيانة جديدة للنظام البحريني المتصهين بالممارسة ، وعار خليجي جديد سيدفع ثمنه هذا النظام غاليا ، حينها لن ينفعه ترامب ولا نتنياهو ولا بن سلمان ولا السيسي ولا ما يسمى قوات درع الجزيرة وكل من أعلنوا تطبيعهم مع إسرائيل ، وقريبا جدا سيجد المتصهين البحريني نفسه وحيدا يواجه طوفان ثورة أحرار البحرين التي ستتكفل بمحاكمته ومحاسبته على الجرائم التي ارتكبها ويغسلون عار التطبيع الذي ألحقه بهم .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.