صلاح الدكّاك
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
صلاح الدكّاك
أفيخاي أضرعي يرفع «قميص هنية»
يحيى
يحيى
زمن أبي جبريل
زمن أبي جبريل
ألف مرحى!
زمن أبي جبريل
حين تُحلِّق يافا
بندقية أبي جبريل.. العمود الفقري لمستضعَفي العالم.. كُش ملك..كُش أمريكا
لأنك نصرالله
الهدنة التي أنقذت «العاصفة» يجرفها الطوفان
لغ...زة أبكي حين أبكي لطهرانِ

بحث

  
عاااااااجل.. مطلوب دعامة رابعة
بقلم/ صلاح الدكّاك
نشر منذ: 3 سنوات و 9 أشهر و 24 يوماً
الأحد 31 يناير-كانون الثاني 2021 07:47 م



غادر مثنى يونس.. خفيةً، ولم يبرق بقصاصة إنذار مسبق لأصدقائه ومحبيه عن أزوف رحيله الفاجع.
توارت معاناته على استحياء خلف سيل كتاباته عن معاناة شعبنا بفعل الحصار والعدوان وعن صموده الملحمي وبطولات رجال الرجال الذين كان واحداً منهم، ولا ريب، موقفاً وفكراً وإيثاراً وثباتاً في خنادق وميادين المواجهة المديدة دفاعاً عن الوجود الحر الكريم المستقل.
ظل يكتب عنا حتى النفس الأخير... ولم يمنح معاناته أكثر من منشور واحد... لم يمنحها أكثر من نفس منهك بثه من غرفة عمليات المشفى ومن تحت مشارط الأطباء المنقبة عن قلبه الكبير المجهد لتسنده بالدعائم بأمل أن يعاود ضخ حريته وعنفوانه في هيجاء الملحمة الإعلامية كما ظل يفعل منذ اللحظة الأولى التي أنشبت فيها وحوش العدوان الإمبريالي مخالب حقدها وقبحها في لحم شعبنا وخبزه وكبسولة دوائه وترابه ومائه وزرقة سمائه ونوارس بحره غادر الصديق والزميل الصحفي الحر المناضل مثنى يونس بهدوء تام، ملتحفاً جنحَ عزةِ نفسٍ كريمة كتومة لا تنشر أوجاعها على قارعة الشكوى والمناشدات.
غادر دون جلبة ولا ضجيج ولا أنين صاخب... دون أن يلوح بأنامله النحيلة المتعبة متسولاً «قارب إنقاذ» من ربابنة يلعبون الكوتشينة حول أسياخ الشواء لاهين عن تعب الأيدي المجدفة في قلب العاصفة.
غادر مثنى يونس كمصباح في شارع عام يأخذ بأيدي المارة إلى مقاصدهم ويذوي وحيداً منفرداً بأحزانه دون أن ترمش صوبه عيون العابرين تحت مساكب ضوئه السخي لتتحسس دموعه وتواسيه.
«دعامة رابعة» فقط كان بوسعها أن تسند قلبه الكبير فيعاود النبض والخفقان.
دعامة رابعة فقط كانت كافية لينتصر قلبه المحارب المثخن بأوجاع 30 مليون يمني.
دعامة رابعة كتبها الأطباء بارتجال وطلبوا من قريب مثنى المرابط على باب غرفة الجراحة شراءها بسرعة...
دعامة رابعة عاجلة وينهض المحارب النبيل ابن الضالع مجدداً ليواصل معركة اليمن كل اليمن...
قريبه يحصي الفئات الورقية المهترئة بوجه مصفر يرشح عرقاً في صقيع صنعاء... بين يده المتعرقة الضاغطة على ما تبقى من نقود وبين رفوف اللوازم الطبية مسافة مالية شاسعة... وبين قلب مثنى والسكون التام بضع خفقات مجهدة يائسة.
الأطباء يدخنون بانتظار الدعامة، وقلب مثنى يونس يوصد نافذة الانتظار إلى الأبد.
40 وزارة حكومية كانت ثمناً بخساً مقابل دعامة رابعة...
40 وزارة إنقاذ لم تعد تساوي فلساً في تمام الدقيقة التالية لرحيل مثنى يونس...

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
نصر القريطي
الوجود الاسرائيلي في السعودية.. قواعد عسكرية ام مستوطنات..!
نصر القريطي
عبدالفتاح علي البنوس
دعوة الحوثي ومجلس الأمن الدولي
عبدالفتاح علي البنوس
مطهر يحيى شرف الدين
الزّهراءُ البَتول رُوح وبِضعةُ الرسُول ..
مطهر يحيى شرف الدين
عبدالمجيد التركي
الثورة المسروقة
عبدالمجيد التركي
عبدالفتاح علي البنوس
السيناتور ميرفي ومرتزقة البيبسي
عبدالفتاح علي البنوس
عبدالرحمن مراد
المرتزقةُ والتباسُ مفهوم الثورة
عبدالرحمن مراد
المزيد