يظن الكثير أن القوة الصاروخية لا تقوم بعملها اللازم منذ تشكل حكومة الإنقاذ الوطني، متصورين أن نشاطها لا يكون إلا إذا أطلقت صواريخ سكود او توتشكا أو بركان..
يفوت هؤلاء الانتباه لنشاط القوة الصاروخية شبه اليومي بإطلاقها أنواعا أخرى من الصواريخ البالستية داخل الوطن وخارجه..
ولو أنهم جمعوا الحصيلة الإجمالية لما كبدته تلك الصواريخ في العدو لأدركوا أنها تفوق ما قد حققته الصواريخ الأخرى المشار إليها سالفا..
لنثق جميعا بأن القوة الصاروخية إنما تختار الصاروخ المناسب لكل عملية وبناء على عمل استخباري على أرقى مستوى، ولهذا يوفقها الله تعالى برميات مسددة دائما..
كذلك يظن الكثير أن العمليات العسكرية التي تستهدف ضباط العدو وجنوده في مواقعه العسكرية خارج الحدود صارت محدودة، طالما لم يظهر الإعلام الحربي عملية نوعية يتم فيها قتل عدد ما منهم..
ولو أن أولئك أحصوا فقط النتيحة الإجمالية لعمل (وحدة القناصة) شبه اليومي أي عدد قتلى ضباط العدو وجنوده بفعل القنص لأدركوا أنها تساوي ما تحصده ضربات لصواريخ باليستية من نوعية توتشكا وسكود وبركان..
كل ما في الأمر أن جميع قوى ووحدات الجيش واللجان الشعبية تنوع عملياتها وفقا لطبيعة المعركة ومقتضيات الحرب..
وما عجز العدوان أمام أبطالنا طوال عامين إلا دليل على أن جبهتنا العسكرية متفوقة وموفقة بالله تعالى قيادة وضباطا وجنودا ومجاهدين وقوى ووحدات..
وهناك من يظنون أن العدوان قد خفف وتيرة تحركه وقلل من جرائمه لأنهم إما يقطنون في العاصمة أو مدن محافظات وأرياف لم تعد تشهد غارات عليها كما كان يحدث في فترات أخرى، وإما لأنهم يعيشون في المحافظات الجنوبية حيث تندر الغارات، أو أنهم غير منتبهين للحصيلة الإجمالية للغارات التي تنفذها طائرات تحالف العدوان الأمريكي السعودي يوميا على كثير من محافظات الجمهورية..
ولو أنهم اطلعوا على العدد الإجمالي لغارات العدوان هذه الأيام والتي تستهدف الوطن وأبناءه والبنى التحتية لأدركوا أن العدوان ما زال يمارس إجرامه ووحشيته بكل إصرار، بل أنه ينفذ اليوم عددا أكبر جدا من الغارات التي كان ينفذها في فترات سابقة خلال ما يقارب العامين من عدوانه..
لو أنهم عرفوا ذلك العدد الإجمالي للغارات اليومية لأدركوا أن هذا العدوان هو أشرس عدوان شن على أي شعب من شعوب العالم، وأن حصيلة حجم القنابل والصواريخ التي صبها على أبناء الشعب تفوق أضعافا مضاعفة حجم القنبلتين الذريتين الملقاتين على هيروشيما ونكازاكي اليابانيتين، ولأدركوا أن عدد الغارات على اليمن يفوق عدد الغارات المنفذة في الحربين العالميتين الأولى والثانية..
إن انعدام المعرفة بالحجم الكلي اليومي لعطاء رجال الجيش بقواه ووحداته واللجان الشعبية لا يتيح إدراك حجم البطولات التي يسطرونها، وبالتالي تحدث أخطاء لدى البعض في تقدير تضحيات أبناء الجيش واللجان ويكون هناك تقصير في الوفاء لهم، ويحدث التشويش على تحركهم من خلال الكتابات التي تقلل من أدائهم مما قد يحدث معه تحركات غير مجدية مدفوعة بتلك الضغوط..
كما أن انعدام المعرفة بالحجم الكلي اليومي لنشاط العدوان على محافظات الجمهورية لا يتيح إدراك حجم شراسة العدوان وإصراره على الاستمرار في عدوانه، وبالتالي يحدث ارتخاء وتقاعس لدى البعض من أبناء الشعب ظانين أنه لا حاجة لأن يقوموا بمسؤولياتهم في مواجهة المعتدين، ظانين أن هناك كفاية في عدد المجاهدين المقاتلين، وأنه لا داعي لدعم التعبئة العامة بالإنفاق المالي والعيني باعتبار أن العدو قد خفف من عدوانه..
ومضة:
على وسائل الإعلام الوطنية وجميع الفاعلين في مواقع التواصل الاجتماعي والثقافيين والخطباء مسؤولية كبيرة في توعية أبناء الشعب باستمرار حول حجم البطولات العسكرية الوطنية من جهة، وحجم العدوان ووحشيته من جهة أخرى، ليكونوا مدركين تماما لمسؤولياتهم، فلا يداخلهم الشك والإرجاف، ولا التقاعس والتواكل..