إبراهيم الوشلي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
إبراهيم الوشلي
بدون بطانية
أزمة نفسية..!
ملطام تاريخي
بطل العالم..!
عجائب..!
الخارقة..!
ذكريات قديمة..!
ما بعد المحيط..!
عاشق المواعظ..!
ثقالة دم..!

بحث

  
عكس القطيع..!
بقلم/ إبراهيم الوشلي
نشر منذ: 3 سنوات و 6 أشهر و 24 يوماً
الإثنين 24 مايو 2021 07:40 م



إن من أقدس وأنبل ما قد يفعله المرء، هو الشذوذ عن الجماعة المخطئة باختيار الصواب الذي لا يروق لها.
ذلك أنه شذوذ يتطلب الشجاعة، والأهم أنه يتطلب قناعة تامة وإيماناً راسخاً بصوابية الموقف المتخذ، فمن هذا الإيمان يكتسب الشخص مناعة قوية ضد المثبطين والمثرثرين والساخرين والهازئين.
كل الشعوب والمجتمعات تعاني من بعض العادات المرضية الخاطئة، ونحن اليمنيين كغيرنا لدينا عادات وتقاليد غير سليمة وبعيدة كل البعد عن الصواب.
لكي لا أطيل فحديثي هنا عن واحدة فقط من العادات التي نتمسك بها رغم اعوجاجها، وعن شخص بادر بتركها ومخالفة مجتمعه، بل استبدالها بعمل عظيم وراقٍ.
أتحدث عن إقامة ولائم الغداء الهائلة والمكلفة في الأعراس، صدقوني لا أجد سبباً واحداً يدعو للتمسك بهذه العادة التي نعتبرها من أساسيات حفل الزفاف، وبدونها فالعرس ليس عرساً كما يقول بعض السفهاء.
طبعاً لا أقصد الإساءة بهذا اللفظ، فلم أكتب «سفهاء» إلا بعد أن بحثت في المعجم وتأكدت أن السفيه هو من يبذر ماله في ما لا ينبغي، إضافة إلى قوله تعالى: «ولا تؤتوا السفهاء أموالكم...».
هل ينبغي أن ينفق العريس مئات الآلاف في إطعام أناس متيسرين ليسوا بحاجة طعامه؟
هل ينبغي أن نثقل كاهل العريس المسكين بإقامة وليمة غداء لا ضرورة لها؟
لو كان الضيوف من الفقراء الذين لا يجدون قوتاً فلا بأس، لكنهم جميعاً من الأقرباء والجيران والأصدقاء الذين باستطاعتهم أن يأكلوا في بيوتهم، والمشكلة أن تكلفة وليمة الغداء لوحدها تفوق تكلفة عدة أشياء مجتمعة من متطلبات الزفاف.
إذا فكر أحدهم بالزواج فإنه يصاب بالحيرة..
هل يحمل هم الخطوبة والمهر والشرط، أم يحمل هم الصالة والمنشد والزينة والماء، أم يحمل هم تجهيز شقة أو غرفة متواضعة تؤويه وعروسه؟
وبعد هذا كله يحمل هم وليمة الغداء وإطعام مئات البطون التي يفترض أن تساعده وتخفف عليه هموم الزواج!
العجيب أن الكثير يحرصون على إقامة وليمة غداء عرمرمية رغم ضعف حالتهم المادية، وغرضهم من تحمل هذه المشقة هو التفاخر والتباهي أمام الناس فقط لا غير، وما أسوأه من تفاخر.
هذه العادة سيئة ولا فائدة منها.. لذلك أدعو الجميع للاستلهام من تجربة صديقي العريس «زيد عبدالله الشريف» الذي بادر بتركها وتحويلها إلى عمل عظيم يرضي الله تعالى، إذ جمع تكاليف وليمة الغداء وبعض مراسيم زفافه حتى أصبح المبلغ «مليون ريال»، وتبرع به كاملاً لصالح المقاومة الفلسطينية.
قال لا داعي للتبذير بالمال والطعام، وبدلاً من ذلك سأقف مع إخوتي الفلسطينيين وأساندهم، سأكون شريكاً في صناعة النصر الحتمي على الكيان الصهيوني المجرم، سأستجيب للتوجيهات الإلهية بالإنفاق في سبيل الله، وسألبي دعوة قائد الثورة لدعم المقاومة الفلسطينية الباسلة.
لن أتبع القطيع، ولا تهمني أبداً نظرة مجتمعي أو قبيلتي التي اعتادت على إقامة الولائم في الأعراس، ولا أكترث لنيل رضا أحد، المهم أن يرضى الله وحده لا سواه.
هذا هو الوعي الذي يخيف أعداء الأمة ويغيظهم حد الموت، وهذه هي الأعمال التي تستحق أن نجعلها عادات وتقاليد تتوارثها أجيالنا.
يا أيها العرسان الأعزاء، من ليس لديه مال فلا ضرورة للغداء وغيره من طقوس الزفاف المكلفة، ومن أغدق عليه الله بالرزق الوافر فليبادر لمثل هذه الخطوات.
ومن نعم الله تعالى أن جعل أبواب نيل رضاه كثيرة، فيمكن إنفاق تلك المبالغ للفقراء والمساكين، أو تقديم القوافل لجبهات العزة والكرامة، أو دعم القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير، أو دعم المقاومة الفلسطينية.. الخ.
إذا كانت الوليمة ستبيِّض وجهك أمام الناس، فإن هذه الأعمال تبيِّض الوجه أمام رب الناس وإله كل مألوه، وببركتها يكون الزواج مباركاً هنيئاً مدى العمر بإذن الله.

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
حمدي دوبلة
شكرا لأبطال فلسطين
حمدي دوبلة
خالد العراسي
نريد يمناً بلا تبعية!
خالد العراسي
عبدالعزيز البغدادي
تعميد الوحدة بالحبّ!
عبدالعزيز البغدادي
د.سامي عطا
بين «الوحدة» و «الانفصال»
د.سامي عطا
عبدالمنان السنبلي
في ذكرى الوحدة اليمنية
عبدالمنان السنبلي
عبدالرحمن مراد
ما بعد معركة “سيف القدس”
عبدالرحمن مراد
المزيد