أعظم الانتصارات تتحقق عندما تكون مجهولة المكان والزمان بالنسبة للعدو، وهذه من وجهة نظر عسكرية تسبب للعدو استنزافاً نفسياً وعددياً كبيرين، كونه لا يعلم أين ومتى سيتلقى الضربة؟! وبعد أن شاهدت ما حدث في جيزان حمدت الله على نعمة القيادة الحكيمة وعلى المجاهدين الأشاوس الذين تمتلكهم اليمن.
ما جرى هو عبارة عن نصر إلهي، وثأر مستحق بعد سنوات من القصف والقتل والتدمير الذي ملأنا غيظا وقهرا ونحن نشاهد عدوا سافلا يتفنن في إراقة دماء الأبرياء المدنيين ليل نهار، وسنظل نشاهد تلك اللقطات التي شفت صدورنا مرات عديدة ونحن نسبح بحمد الله، فقد قدم مجاهدونا أنموذجا فريدا لمدرسة قتالية فريدة لرجال الله، ومع كل لقطة درس في البأس والقوة المستمدة من مظلومية شعب عظيم مقهور، فمن لا يشعر بالفخر بعد كل هذا؟! بخاصة وأن الانتصارات كثيرة بفضل الله.
كالعادة، ومما شاهدناه فقد بذل جنود العدو السعودي ومرتزقته جهودا كبيرة جدا في التحصين والاستعداد الذي يختلف عما سبق، ولكن النتيجة كانت صادمة بالنسبة للأعداء، وقد رأيناهم يفرون كالعادة، وتكشفت خططهم، وفشلت أسلحتهم كالعادة، وهذا درس مهم لمن يقف وراءهم بأنه سيفشل مهما فعل ومهما استعد، ولو كنت في مكان ابن سلمان -معاذ الله- لحسمت رأيي وسعيت للحفاظ على ما تبقى من ماء وجهي وأعلنت التوبة عن قتال اليمنيين، ومن يريد أن يقاتلهم فليأت بنفسه!
لمن لا يعلم، فحرب الغابات تعتبر من أصعب الحروب وأكثرها خطورة، ورغم هذا وجدنا أن مقاتلينا الأبطال استطاعوا أن يقاتلوا بحرفية عالية كأنهم يقاتلون في مناطق سهلية، وقد قاتلت الأشجار معنا ومنعت طيران العدوان من نجدة جنوده الفارين من هول المعركة، ولم لا، والأرض يمنية تستقبل أبناءها الأبرار بترحاب وتلفظ الغرباء المحتلين من عليها؟!
التخبط كان أبرز صفات جنود العدو، ورغم الاستعداد والتمركز الجيد والعتاد الكبير والمتطور الذي بأيديهم، إلا أننا رأينا كيف هي طبيعة الباطل العاجز أمام سطوة الحق وبأسه، فالمعركة لم تكن متكافئة من حيث الإمكانيات والعدد والعتاد والموقف، ولكن كل هذا انقلب رأسا على عقب في مواجهة رجال الله البواسل، وهذه المعركة تعتبر دعما معنويا وتكتيكيا لجبهات أخرى في اليمن وجبهات أخرى خارج اليمن بخاصة في فلسطين، فالعدو واحد كما نعلم جميعا.
ختاما.. أتمنى على الجميع أن يحمدوا الله على ما شاهدناه من نصر وتأييد، وأن نعتبر هذا النصر دافعا للتحرك أكثر وعلى كل الصعد لتحقيق النصر النهائي على عدو الله وعدو الإنسانية، العدو الصهيوني، وأن نقوم بنشر هذه اللقطات لعل العدو ينتهي عن غطرسته وكبريائه الكاذب ويعود لجادة الصواب، فما حدث فيه عبرة لكل من له عقل، أما لو أراد العدوان مواصلة ظلمه وعدوانه فمن المؤكد أنه سيرى في قادم الأيام ما لا يتوقعه من ذل وهوان، فالقادم أعظم بإذن الله.
* نقلا عن : لا ميديا