لا أسوأَ من قرار النظام السعوديّ منعَ الحج إلا مَن يسارعون للتبرير له واعتباره قراراً حكيماً ينسجمُ مع روح الشريعة الإسلامية ومقاصدِها في الحفاظ على حياة الإنسان.
والأسوأُ من هذا هو أن مَن يبرّرُ لذلك الفعلَ الشنيعَ مجموعةٌ من المحسوبين على صَفِّ العِلم والدعوة، دونَ أن يكلِّفَ هؤلاءِ أنفسَهم التجرُّدَ لله، والموضوعيةَ والصدقَ، ولو مرةً واحدةً، في البحثِ عن أبعادِ القرار، أَو الصمتُ والصمتُ أفضلُ لهم؟!
لم يفكِّرْ هؤلاء قليلًا، كيف يُمنَعُ الحَجُّ؛ خشية الزحام وتجنباً للوباء المنتشر، بينما في المقابل تعملُ ما يسمى هيئة الترفيه السعوديّة ليلَ نهارَ في جانب إقامة والإعداد لمختلف برامج الترفيه، ويحضُرُها الجمعُ الغفيرُ من الناس، بل وإليها يهاجرون ويشُدُّون الرحال؟!.
لا أسوأَ مما سبق إلا حينما يكونُ من بين فقهاء ذيلُ بغلة السلطان أُولئك قوم من أهل اليمن، فهم أمامَ كُـلّ صنيع يذهبُ إليه نظامُ آل سعود يصفقون ويطبّلون، متناسين كُـلَّ سوءات هذا النظام، بل وبعضُهم يعلمُ عِلمَ اليقين بالعواقب الوخيمة لمثل هكذا قرار يطالُ أعظمَ شعيرةٍ إسلاميةٍ جامعةٍ، باستهدافها المباشر ومنع المسلمين منها، بعد سنوات من الاستهداف المبطَّن بأشكال وصور متعددة.!
لا غرابةَ، فنحن أمامَ نظامٍ جائرٍ متعجرِفٍ منحطٍّ، وأمامَ مجموعةٍ من الانتهازيين عديمي الضمير، ممن لا حَظَّ لهم من العِلمِ والشريعةِ إلا المسمَّى، في الانتساب إليها، وهم ممن ينقضون الميثاق ويهدمون بُنيانَها لبنةً لبنةً.
نسألُ اللهَ السلامةَ، ونعوذُ به من الخِذلان.