لم يكن صدام حسين آخرَ الضحايا الذين استخدمتهم أمريكا كأدواتٍ لتنفيذ مشاريعها الاستعمارية، ثم تخلَّت عنهم وتخلَّصت منهم بعد احتراقهم وانتهاءِ دورهم، ومعمر القذافي كذلك.
فقد عملا لها بكل إخلاص وانتهت حياتهما بتلك الطريقة البشعة والمؤسفة..
واليوم نشاهد حسراتِ العملاء الأفغانيين الذين رفضت أمريكا ترحيلَهم معها بعد قرارِ رحيلِ قواتها عن أفغانستان..
وهو المصيرُ الذي وصل إليه بعضُ المشاركين في العدوان على اليمن من المرتزِقة المحليين أَو من أُسرةِ آل سعود التي نكَّل بها محمد بن سلمان تحتَ سمع الأمريكيين وبصرهم.
وهو المصيرُ المحتومُ الذي ينتظرُ بقيةَ المرتزِقة المشتركين في قتل وحصار أبناء شعوبهم خدمةً للقوات الأمريكية الغازية والمحتلّة..
حتى ما جمعوه من المال الحرام ثمناً لمواقفهم المخزية، ها هو يُنهَبُ ويُسرَقُ منهم أمام أعينهم، كما يحصل لكثيرٍ منهم في القاهرة أَو في عمّان أَو في المنافذ الحدودية للسعوديّة مع اليمن..
التاريخُ مليءٌ بالعبر والدروس، والحاضرُ غزيرٌ بالشواهد على خسارتِهم الحتمية في الدنيا والآخرة.
لكنهم لا يعتبرون ولا يتعظون ولا يعقلون!..
بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهم
وصَدُّوا عَنِ السَّبِيلِ
ومَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِن هادٍ.
فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ.