|
إعادة تدوير الخيبة والفشل!
بقلم/ عبدالفتاح حيدرة
نشر منذ: 3 سنوات و 4 أشهر و 23 يوماً الجمعة 02 يوليو-تموز 2021 09:22 م
من يصنع التغيير هم الراغبون في صناعته، والمؤمنون بأنه سوف يخلق حياة عامة أفضل في وعي وقيم ومشروع شعبهم ومجتمعهم وأمتهم والبشرية كلها. أما المدجنون الراضون بقيودهم، والبعيدون عن الإيمان وروح الحق ووعي الهداية وقيم الأصالة ومشروع التغيير، فلا يصنعون شيئا سوى إعادة إنتاج خيبتهم وفشلهم.
إن صناعة التغيير في اليمن ليست صعبة كما يروج المدجنون بالخيبة والفشل، لأن التغيير مطلب شعبي يمني جماعي وكلي، ذو قيم وعادات وتقاليد يمنية متفق عليها، ومشروع يتمناه ويتوق له بشغف كل الشعب اليمني، الذي أثبت بصبره وتحديه وتضحياته وبطولاته طوال سنوات هذه الحرب وهذا العدوان القذر للتحالف السعودي الصهيوني، أن كل ما يتمناه ويريده هو بناء الدولة اليمنية الحرة والمستقلة والقوية والعزيزة والمهابة.
هذا هو التغيير بالنسبة لليمني، تغيير نحو الأفضل، بيد أن عرقلة بناء الدولة اليمنية موجود لدى التيار الإداري القديم في الدولة والتيار الثوري الجديد الممتلئ بـ"الجشع الإخواني" للحكم والسلطة ومزاوجة السلطة والثروة. هذان التياران يشعران بخيبتهما وفشلهما دوما، فلا نعدو الصواب إذا قلنا إن هناك سلفية إدارية مؤتمرية فاشلة لبناء مؤسسات الدولة اليمنية، ولا تختلف كثيرا عنها ما يمكن تسميته أيضاً بالسلفية الثورية المدجنة بالخيبة والفشل لبناء مؤسسات الدولة التي تشارك الشعب طموحات حريته واستقلاله، فكلاهما لا يزال مستشبثاً بالمؤسس الإداري الأول والنظام الثوري الأول، دون أن يضعوا في اعتبارهم متغيرات الواقع، وعلى رأس هذه المتغيرات انتصارات وبطولات الجيش واللجان الشعبية في جبهات العزة والشرف..
سوف يبقى غياب أو تغييب أو محاولات إلغاء طموحات وآمال الشغف الشعبي اليمني لبناء الدولة اليمنية التي تشعرهم بالكرامة، أكبر مصنع لإنتاج المواطن المحايد والجبان والخائف، وغير المبدع بالمرة، فلا إبداع إطلاقا في ظل عدم الإحساس بالمشاعر الشعبية المشاركة في السلطة والقرار، ولا شيء جديد غير الشعور المؤلم بأن الخائبين والفاشلين اليوم مهمتهم هي تغذية الصراع المستمر بين أي طرفين داخل الجهاز الإداري والثوري للدولة اليمنية، سواء ظهر هذا الصراع للعيان وتجسّد على الأرض، أم تمثّل في أحقاد طرف وتكبّر وتعالي طرف آخر، مع الأخذ في الاعتبار أن أي استثناءات أو نكران إحداها واعتراف بالأخرى لهذه القاعدة تؤكدها ولا تنفيها.
* نقلا عن : لا ميديا |
|
|