وتمر علينا ذكراها مجدداً بعد أن انزاح الستار عن مأساتها!
تنومة هي الجرح الغائر الذي غاب عنا، وجهلنا كل تلك التفاصيل المفجعة والموجعة، وبقي صمت الأنين دون أن نحس به لعقود خلت! لم تطرق هذه الجريمة البشعة باباً للتاريخ ليحتضن تفاصيلها ويعرف الأجيال الصاعدة بها؛ أو ربما لعلها طرقت وهناك من أوصد كل الأبواب كي لا يبقى لها أثر!!
واليوم في زمن كشف الحقائق نُبش هذا الوجع من جديد. وبعد كشف الستار عن تفاصيل هذه الجريمة، لا بد للحمية والغيرة أن تدب في مفاصل ودم كل يمني حر، وأن تخلد هذه القصة وتروى لمن جهلها، ولن يكون ذلك إلا بالوعي والتوعية.
عرِّفوا أولادكم ما هي مجزرة تنومة! علِّموا طلابكم ماذا جرى هناك! احكوا تلك التفاصيل واجعلوا تفاصيلها تنساب مثل الماء الجاري!
فمن المهم جداً ألا يغيب هذا المفصل التاريخي، كي نكون أكثر حذراً وأكثر حيطة وأكثر حرصاً، كي نتقي الشرور ونعي مدى الحقد الدفين الذي تحمله لنا جارة الغدر والسوء!!
مجزرة تنومة، التي حدثت يوم 17 ذي القعدة 1341هـ ـ 1923م، أي قبل حوالي مائة عام، حيث قامت السعودية بارتكاب أفظع وأبشع مجزرة في تاريخ الإسلام، وكانت بحق الحجاج اليمنيين بوادي في تنومة منطقة عسير، وقد تم التقطع للحجاج وقتلهم ونهب أموالهم وقافلتهم، حيث قتلوا أكثر من 3105 حجاج من أصل 3500 حاج يمني من الرجال والأطفال والنساء والعلماء وكبار السن.
وبعد سنوات طوال ومع موسم الحج قد عادت ذكراها؛ بل إنها تعود لنا بين الفينة والأخرى، وبعدة أوجه فيها، والجاني هو نفسه!
فمجزرة تنومة كشف لنا خيوطها الباحث/ حمود الأهنومي بدراسة دقيقة للجريمة وأدلة دامغة. فلنكن له عوناً في التذكير بتلك المأساة وعدم تغييبها من جديد.
فيا مجزرة تنومة، يا وجعاً ممتداً عبر الزمان؛ قسماً سنعلّم الأجيال عنكِ ونخبرهم بأن أحفاد القتلة لا يزالون يرتكبون المجازر تلو المجازر بحق أحفاد شهداء تنومة والناجين منها، مع فارق أن القصاص سينال من كل من تسبب بأذى للشعب اليمني وبنيته. "أليس الصبح بقريب"؟!
* نقلا عن : لا ميديا