لا يخفى على الجميع الدور الكبير الذي يلعبه الإعلام في التأثير على الرأي العام وأثره الكبير في تغيير توجه المجتمعات ونمط تفكيرهم،،لاشك أن القوى المهيمنة على مراكز صنع القرار أدركت الأهمية الكبيرة في السيطرة على الماكنة الإعلامية العالمية لبث توجّهاتها المراد إيصالها لأكبر قدر ممكن من المتلقين ، ولعل هذا ما يشهده العالم اليوم من جهل لدى السواد الأعظم عن المحرك الخفي لكل تلك الهالة الإعلامية الضخمة التي تكاد تصب في بوتقة واحدة وهي تزييف الحقائق وقلب الأحداث لتكون ذو فعالية لخدمة قوى الاستكبار العالمي وتسهيل سير عملياته بأسرع وقت وبأقل جهد في ظل تطور تكنولوجيا العصر من حيث وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت في متناول جميع الشرائح في كافة أنحاء العالم.
لقد استخدم العدوان السعو أمريكي الإعلام في عدوانه على اليمن وكان تضليله بشكل ممنهج واعتبره سلاح ذو فعالية لا تقل أهميتة عن تلك الأسلحة المدمرة التي يستخدمها منذ عامين في حربه ضد اليمن ...فلقد تحرك العدو في هذا المجال بشكل جنوني وهستيري وبشتى الوسائل بتوسيع الدائرة الإعلامية لصالحه الذي ينمو عن احساس مخيف يشعر به من أن تنكشف حقيقة عدوانهم وتحالفهم ضد اليمن للرأي العالم ويظهر الوجه الحقيقي لمكامن وخبايا التحالف الذي كشر عن أنيابه لاحتلال اليمن تحت مبررات زائفة وارتكابهم لجرائم حرب بسفك دماء الأبرياء وقتل ألاف الأطفال والنساء بقصف طيران التحالف المستمر ليل نهار واستهدافهم للوجود والإنسانية بشكل لم يشهد له التاريخ المعاصر مثيل في ظل ممارسة أكبر عملية خداع وتضليل قد مورست بحق شعب بأكمله . ...محاولة منه لإسكات صوت المظلومية اليمنية واخراس وتكتيم الأفواه الذي إن دل على شيء فإنما دل على ضعف وهشاشة العدوان وعلى فداحة ما يرتكبه بحق اليمن أرضا وإنسانا.
جاءت الذكرى الثانية للإعلام الوطني في ظل هذا العدوان الغاشم لتكون هي الصوت الموحد والرؤية الواضحة لكل الإعلاميين الأحرار لينضوي في اطاره كل الشرفاء لهذا الوطن الذين صدحوا بالكلمة الصادقة والمخلصة والذين استطاعوا تحمل مسؤولياتهم على أكمل وجه رغم كل تلك الصعوبات التي واجهها الإعلامي والإعلام اليمني فكان بكل فخر اعلامنا الوطني الحر هو السبّاق للاهتمام الشامل والمتابع لكل الانتهاكات المتكررة من قبل العدوان بإصدار التنديدات الفاضحة لجرائم العدوان والذي كان يمارسه ضد إعلام صوت الحقيقة باستهدافه المباشر سواء أكان بالقصف للمباني الإعلامية أو بالتعتيم والحجب ..فكان للإعلام مواقفه وانجازاته العظيمة التي تحسب لصالح الوطن من خلال تبنيه لكل تلك الادوار العظيمة التي تركت آثرا كبيرا وبصمة واضحة برهنت للجميع أن اعلامنا الوطني كان جديرا بتحمل تبعات العدوان الجائر على اليمن وكان بحق خير من يمثل التطلع الواعد نحو مستقبل أفضل في ظل الرؤى المهنية والوطنية التي يتقلدها والتي استطاعت منافسة ابواق الاعلام المضاد رغم كل تلك الهالة الاعلامية الكبيرة التي يمتلكها.