أقامت توكل كرمان، في مؤسستها بتركيا، حفلاً جماهيرياً ضخماً بمناسبة الذكرى العاشرة لحصولها على جائزة نوبل. وطوال مائة عام لم يحتفل أي شخص من الحاصلين على جائزة نوبل بذكرى نيله الجائزة، لأن هذا الأمر يدخل في باب خفة العقل. ربما لأنها لم تكن تحلم أن تنال هذه الجائزة حتى ولو عُمِّرت 500 عام، فقد قالت إنها لم تكن تعلم شيئاً إلا حين سمعت الشباب يهتفون خارج خيمتها، ويهنئونها بهذه الجائزة.
بهذه المناسبة ألقت توكل خطاباً يتمحور حول الوطن، رغم أنها تركت الوطن منذ أن أخذت الجائزة، وأصبحت تنظر إليه من بعيد، وكأنها قد أدت واجبها حين اعتكفت في خيمتها لتدمير هذا الوطن.
احتفلت بجائزتها التي نالتها على دماء الشباب الذين ساقتهم إلى الانتحار أمام رئاسة الوزراء، وهي تهتف: كلما زدنا شهيد اهتز عرشك. فزاد عدد الشهداء، وزادت ثروتها.
كانت تتحدث عن الوطن من منبر فخم، كأنها تتباهى بالثروة التي هبطت عليها فجأة ببركات دويلة قطر، وتحدثت عن الحرية رغم أنها قد غادرت البلاد ولم تفكر في العودة إليها منذ عشر سنوات.
كأن الفقر والجوع الذي تمر به اليمن الآن لا يتناسب مع مكانتها كواحدة من أصحاب نوبل. وإن فكرت بالعودة ذات يوم فذلك لاعتقادها أنها ستعود لتحتل منصباً مرموقاً، كما فعل محمد محمود الزبيري، فهذا هو طبع الإخوان. وأجدر بهم أن يكفوا عن الحديث عن اليمن والحلم بالعودة إليها، لأن هذا واحد من الأحلام المستحيلة.
تركت توكل كرمان اليمن كما فعل اللاجئ في فنادق الرياض عبد ربه منصور هادي وزبانيته الخونة، بعد أن أباحوها لبني سعود وعيال زايد، وباركوا قصفها بالصواريخ والقنابل التي لم يشهد لها العالم مثيلاً، وأيدوا العدوان السعودي على قتل أطفال اليمن ونسائها، ومنحوه كل الإحداثيات، وبرروا لولي نعمتهم محمد بن سلمان كل القتل العشوائي الذي قام به. فقد كانت توكل ومن على شاكلتها يؤدون دورهم المطلوب منهم لتدمير اليمن، بعد أن قبضوا الثمن البخس، فـ»المرء حيث يضع نفسه».
تتحدث عن الخيمة التي اعتصمت فيها من داخل قاعة فخمة، بكل زهو، فهي المستفيدة الوحيدة من الثورة، ومن دماء الشباب التي سُفكت بسبب تهورها وطيشها. وهي المستفيدة بتلك الجائزة التي لا تدري، ولا يدري أحد لماذا حصلت عليها، رغم أنها ليس لها بصمة واحدة للسلام.
* نقلا عن : لا ميديا