فقد جرى يوم الاثنين الماضي في مدينة تعز المحتلة لقاء بين وفد من طارق عفاش مع قيادة من محور تعز الخونجي. اللقاء حمل رسالة ضمنية أن تسلم قيادة محور تعز مواقعها العسكرية سلماً أو حرباً، خاصة بعد انتشار قوات طارق عفاش في مديريات موزع والوازعية على إثر انسحاب قوات طاهر قاسم (الانتقالي) فيما كان يسيطر سابقا على مديريتي المخا وذو باب. يحمل هذا اللقاء الاعتراف بتفوق قوات طارق عفاش، الذي تلقى دعماً مباشراً من قيادة تحالف العدوان واستلم ملف التمويل المالي والعسكري لفصائل المرتزقة في المحافظة.
تشعر قوات محور تعز الخونجية بالضعف نتيجة الأحداث الأخيرة في جبهات شبوة ومأرب. وكطبيعة حزب الخونج كلما شعر بالضعف يتحالف مع من كان يعتبرهم "الشيطان"، وكلما تقوى خاصم حلفاءه وخان من يقاتلون معه في المترس نفسه، لذلك يسعى محور تعز الخونجي بشكل خجول إلى عقد صفقات المصالحة مع خصومه العسكريين من مختلف الفصائل المسلحة للدفاع عن مصالحه في المناطق المحتلة من محافظة تعز.
في الأسبوع الماضي استلمت قوات عسكرية تابعة لطارق عفاش المديريات المحاذية لسيطرة محور تعز، كالوازعية وموزع المحاذية للشمايتين وجبل حبشي، وهي خطوة تحمل في باطنها رسائل الترهيب بالحصار والترغيب بمصالحة تحت مسمى "توحيد الصفوف" لخوض معارك قتالية ضد الجيش واللجان الشعبية. بعد هذا الحدث عقد اجتماع يوم الاثنين الماضي بين قيادة المحور وقوات الساحل الغربي في أحد فنادق المدينة برز فيها عدد من النقاط، كالتالي:
ـ تسليم الجبهة الغربية للقوات العسكرية التابعة لطارق عفاش وجعلها مساحة قتالية خاصة بها، وتشمل جبهة "جبل حبشي" و"حِمير" و"مقبنة" و"البرح" و"الربيعي" حتى "مفرق شرعب" وأجزاء "من الدفاع الجوي"، مقابل الدعم بالمال والسلاح لقوات المحور والتى ستخوض معارك قتالية في الجبهات الشرقية، مع تشكيل غرفة عمليات مشتركة.
- اشترطت قيادة محور تعز عدم إشراك كتائب "أبي العباس" وقيادة اللواء 35 التي هربت إلى الساحل بعد عملية اغتيال الحمادي قلقا من قيامها بالثأر على إثر التنكيل الذي تعرضت له. وقد قوبل هذا الشرط بالرفض التام وأصر وفد طارق عفاش على أن يكون توحيد الصف دون شروط مسبقة.
القيادي العسكري في صفوف المرتزقة و"أنصار الشريعة" التكفيري عدنان رزيق، الذي يقود أحد ألوية "الحماية الرئاسية"، رجل السعودية الأول في قطاع المدينة، قام بالتنسيق لعقد اجتماع التفاهم المذكور سابقا.
يخشى محور تعز وحاكمه العسكري "سالم" من انكسار قواته العسكرية في الجبهات في حالة إعلان جبهات تعز مسرحاً لعمليات الجيش واللجان، خصوصاً بعد انكسار قوات المرتزقة في مأرب والتي مثلت الترسانة الأولى بالسلاح والعتاد، لذلك يسعى لرفد الجبهات بالتحالف مع خصومه وتغطية العجز بعد فرار المقاتلين وارتفاع عدد الأسماء العسكرية الوهمية في كشوفاتهم.
مثل هذه التحركات من المستبعد أن تكون ناجحة بشكل كامل، نتيجة الصراع التنافسي بين المرتزقة، كما هو عليه حال "اتفاق الرياض" بين هادي والزبيدي وعصاباتهما الإجرامية. كما يجهل المرتزقة في تعز أن هناك تغيرا جوهريا في الوعي الاجتماعي لأبناء المدينة والريف الغارق في الفوضى والمعاناة التي يتسبب بها العدوان ومرتزقته. هذا الوضع الجديد تكشف عنه المواجهات الأخيرة في الأسبوعين الماضيين، حيث جرت معارك في الجبهة الغربية دون أن تلقى اهتماما من المجتمع في تعز، فلم يعد هناك شعور بخطر الجيش واللجان الشعبية الذين صُوروا طوال الفترة الماضية كأنهم الغزاة. وعلى نقيض ذلك اليوم يتمنى أهالي المدينة أن يدخل الجيش واللجان الشعبية لتأديب المرتزقة وضبط الوضع الأمني والاقتصادي.
* نقلا عن : لا ميديا