بعض الناس يتغذون على المهانة بشكل أساسي ويعتبرونها كالطعام والشراب، ولا يستطيعون أن يعيشوا دون أن يهينهم أحد ويمسح بكرامتهم البلاط، هذه حالة نفسية يشعر معها المرء بحكة في أنحاء جسمه إذا لم يتلق أي إهانة.
هكذا هو الدنبوع وحكومته المثيرة للشفقة، يشربون الإهانات كالدواء صباحاً ومساءً بعد كل وجبة، ومنذ فرارهم من أرض الوطن إلى فنادق الرياض لم يبق صغير ولا كبير إلا وأهانهم أمام الكاميرات والعدسات وبالمفتوح.
هذه ليست مشكلة، المشكلة أنهم يلعبون دور الأباة الأعزة عندما يمس الأمر أسيادهم البعران، وفجأة ينقلبون حراساً لكرامة «بن سلمان» وأمثاله من المهافيف.
مثلاً، عندما ثار بعران المملكة على اللبنانيين بذريعة تصريح «قرداحي» المنصف حول حرب اليمن؛ رأينا الدنابيع يحشرون أنفسهم في الخط بكل بلاهة، وفعلاً قاموا بسحب سفير غفلتهم من لبنان في محاولة بائسة لدعم مملكة الشر.
برغم أن «جورج قرداحي» أدلى برأيه الشخصي قبل تعيينه وزيراً لإعلام لبنان بشهر، وهذا شيء طبيعي لا يستدعي كل ذلك الضجيج، فإن حكومة الفنادق أبت إلا الدفاع عن كرامة المهفوف وحاشيته.
طيب يا أبطال بما أنكم دافعتم عن كرامة أسيادكم البعران بكل هذا الحماس، أخبرونا عن موقفكم تجاه تصريحات المستشار الإماراتي المسيئة لكم جميعاً دون استثناء.
«عبدالخالق عبدالله» مستشار ولي عهد أبوظبي وصف حكومة هادي بـ»الفاشلة»، داعياً التحالف إلى التخلي عنها ودعم الانفصال.
وقال في تغريدة له قبل أيام إنه «حان الوقت لأن يرفع التحالف يده، ويوقف دعم الحكومة اليمنية المتخبطة والفاشلة».
كما وصف أحذيتهم الإجرامية في «الانتقالي» بأنها «حركة تحرر وطني، وحليف استراتيجي حقيقي للتحالف العربي»!
هيا بالله عليكم يا دنابيع ما رأيكم بهذه الإهانة الإماراتية بحقكم جميعاً؟
لماذا لا تدافعون عن كرامتكم المهدورة أيها الشجعان النشامى؟
عندما يدعو التحالف إلى دعم الانفصال علناً فهو يستخف بكم ويستهزئ بسلطتكم، وعندما يصفكم بالفشلة المتخبطين فهو يمسح بكرامتكم البلاط.
هذه الدعوة الصريحة إلى تقسيم اليمن تعتبر تهديداً على الأمن القومي اليمني والعربي، ولذلك يقول مراقبون إن هذه التصريحات الإماراتية غير المسؤولة ما كان لها أن تأتي لولا (تراخي وضعف) حكومة هادي.
هذه لطمة قاسية في وجه حكومة الدنابيع، ورغم ذلك فإنني لن أشطح وأتحداهم أن يسحبوا سفيرهم من الإمارات، فقط سأتحداهم أن يردوا على هذه الإهانة الباليستية ولو بإدانة واحدة.
بالتأكيد لن تفعلوا، فجميعنا نعلم أنكم مجرد جبناء بلا كرامة، ولو كان لديكم القليل منها لما منعكم ضابط إماراتي من دخول مدينة عدن (المحررة).
أنتم لستم رجالاً، لذلك لا تدقوها رجَالة أمام اللبنانيين، بينما الطارف من بعران الخليج يمسح بكرامتكم البلاط.
* نقلا عن : لا ميديا