عبدالباري عطوان
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
عبدالباري عطوان
لماذا ننْصَح قيادة حركة “حماس الخارج” بشدّ الرّحال إلى صنعاء دُونَ أي إبطاء؟
كيف “هزم” اليمن أمريكا وحامِلات طائراتها المِلياريّة
أمريكا تُفعّل قرارها بوضع اليمن على قائمة الإرهاب.. كيف احتفل اليمن بهذه “الخطوة المُشرّفة”
“إسرائيل” تنهار.. فكيف يكون الردان العربي والإسلامي الآن وفي المستقبل المنظور؟
من منظور حِسابات الرّبح والخسارة: حركة “الجهاد الإسلامي” خرجت مُنتصرة
لبنان: ما هي السّيناريوهات السياسيّة والعسكريّة في المرحلة المُقبلة؟
ماذا يعني “رضوخ” عشر دول أوروبية لشروط بوتين
هل ارتكب الرئيس أردوغان خطيئةً كُبرى بمنع الطّائرات الروسيّة من استِخدام الأجواء التركيّة؟
أُعاهد أهلنا وشُهداءنا وأسرانا أن التهديدات الإسرائيليّة لن تُرهبني
“حزب الله” يعلن الحرب على السعودية والبداية احتضان المعارضة علنيا ورسميا في الضاحية الجنوبية

بحث

  
ماذا يعني “غِياب” أو “تغييب” الملك سلمان عن القمّة الخليجيّة الأخيرة؟
بقلم/ عبدالباري عطوان
نشر منذ: سنتين و 11 شهراً و 12 يوماً
الأربعاء 15 ديسمبر-كانون الأول 2021 08:53 م


وهل سيُصبح وليّ عهده “خادم الحرمين الشريفين” قريبًا جدًّا أم سيُلغي اللّقب؟

...

ستدخل القمة الخليجية رقم 42 التي انعقدت في الرياض يوم امس الثلاثاء، التاريخ بأنها الأقصر في تاريخ قمم مجلس التعاون، فلم تستغرق جلستها الافتتاحية التي تحولت الى ختامية في الوقت نفسه، الا ساعة واحدة فقط، لم تُلق فيها الا ثلاث كلمات وهرول بعدها رؤوساء الوفود الى طائراتهم الرابضة في المطار التي لم تبرد محركاتها بعد عائدين الى بلادهم، حتى كأنهم ارتكبوا اثما كبيرا بحضورهم.

غياب الملك سلمان بن عبد العزيز العاهل السعودي، او تغييبه، وللمرة الأولى منذ توليه العرش خلفا لشقيقه الملك عبد الله قبل ثماني سنوات تقريبا، كان الحدث الأهم، وربما الوحيد الذي يمكن التوقف عنده في هذه القمة التي تزعمها نجله الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، دون تقديم أي تفسيرات لهذا الغياب، ليس لضيوف القمة، وانما للشعب السعودي أيضا، وهذا هو الأهم.

***
المعلومات المتداولة “همسا” في الوقت الراهن، داخل المملكة وخارجها تقول بأن العاهل السعودي مريض، وتحت إقامة جبرية صحية في مدينة نيوم على ساحل البحر الأحمر الشمالي، بأمر من ولي العهد الذي يتأهب لإعلان نفسه ملكا على البلاد في أي لحظة، وان جولته قبل أسبوع وشملت خمس عواصم خليجية، كانت الكويت محطتها الأخيرة، جاءت لتقديم نفسه كملك لبلاده الى زعماء هذه الدول، الى جانب حرصه على كسر عزلته الخليجية وترميم العلاقات معها في محاولة لبناء الثقة، خاصة مع دولتين لم تكن علاقات بلاده جيدة معها، الأولى سلطنة عُمان التي اطلق عليها جيوشه الالكترونية لاتهامها بالانحياز الى جانب حركة “انصار الله” الحوثية، وتحويل اراضيها الى منصة لتهريب الأسلحة اليها، والثانية دولة قطر التي فرض حصارا عليها استمر ما يقرب الأربع سنوات، وهو الحصار الفاشل الذي لم تطبق أي من شروطه الـ13 وابرزها اغلاق قناة “الجزيرة”، وانتهى بطلب الغفران.

اطاحة الأمير بن سلمان بوالده بسبب المرض، سواء كان هذا السبب جديا، او مفتعلا في حال اتخاذ هذا القرار بالصعود الى العرش، بحاجة الى كسر العزلة الداخلية اولا، والإسلامية ثانيا، والغربية ثالثا، الامر الذي ليس من السهل تحقيقه مهما بلغ حجم المليارات من قوت الشعب السعودي التي سترصد في هذا الاطار.

معظم امراء الاسرة الحاكمة في السعودية الذين تعتبر بيعتهم للملك الجديد حتمية وفق تقاليد الاسرة الحاكمة، وميثاقها الداخلي، يقبعون اما في المعتقلات، او تحت الاقامة الجبرية في قصورهم، وممنوع عليهم السفر، وهذا ينطبق على الصغار قبل الكبار، المليونيرية، او الترليونية منهم.

السياسات التي اتبعها ولي العهد السعودي طوال السنوات السبع من حكمه الفعلي للبلاد خلقت أعداء اكثر بكثير مما كسبت من أصدقاء في الداخل السعودي، او في المحيطين العربي والدولي، وكل الوعود التي وعد بها الشباب السعودي بالرخاء والوظائف، والعيش الكريم، انتهت بحفلات رقص وغناء، وامور أخرى نتعفف عن ذكرها، في محاولة يائسة لنقل نموذج دبي الإنفتاحي الى مهد الدعوة الوهابية.

علاقات المملكة سيئة مع الأردن، ومتوترة مع مصر، وباردة مع الامارات رغم محاولات التكتم وإظهار العكس، وسطحية مع قطر، وجامدة مع الجزائر ومعظم دول الاتحاد المغاربي، باستثناء المغرب، وباردة مع سورية وشبه مقطوعة مع لبنان وفلسطين، وجميع حركات المقاومة، والإسلام السياسي، وغير السياسي، في المنطقة برمتها، فهل هذه هي المملكة التي نعرفها ومن المفترض ان تكون قدوة لكل المسلمين؟

الرئيس الأمريكي جو بايدن زعيم الدولة الأعظم في العالم، والحليف الاستراتيجي للمملكة العربية السعودية، لم يكتف بعدم رفع سماعة الهاتف للاتصال بولي العهد السعودي،، بل ذهب الى ما هو ابعد من ذلك عندما سحب جميع منظومات صواريخ “باتريوت” و”ثاد” الأكثر تطورا، وترك المملكة بلا حماية في مواجهة الصواريخ والطائرات المسيرة الحوثية، التي ضربت قبل أسبوع فقط معظم المدن السعودية شمالا وجنوبا بما في ذلك الرياض العاصمة، اين ذهبت الـ 460 مليار التي نهبها الرئيس السابق دونالد ترامب في زبارة لمم تستغرق الا 30 ساعة؟

***

التورط في حرب اليمن، كان أبرز “إنجازات” الأمير محمد بن سلمان، وذهب الى بغداد ودمشق ومسقط سعيا للمصالحة مع الإيرانيين (المجوس عبدة النار اللذين هدد بإسقاط نظامهم بتفجير الداخل)، بحثا عن مخرج منها بعد ان استنزفت هذه الحرب وما زالت ارصدة المملكة المليارية، وأوقعت اكثر من 370 الف قتيل يمني وخمسة اضعاف هذا الرقم من الجرحى، ولا نعتقد ان هذه الحرب ستتوقف الا في حالتين، الأولى بعد قدوم قيادة سعودية جديدة غير ملوثه يديها بالدماء اليمنية، والثانية استعادة اليمنيين لجيزان ونجران وعسير على الأقل.

السؤال الذي يطرح نفسه بقوة وبالحاج هذه الأيام هل سيرث الأمير بن سلمان لقب والده واعمامه كخادم الحرمين الشريفين في حال تتويج نفسه ملكا على السعودية، اما سيلغي هذا اللقب، وماذا سيكون اللقب الجديد؟

نترك الإجابة للأيام او الأسابيع او السنوات المقبلة.. وقولوا ما شئتم والأيام بيننا.

* المصدر : رأي اليوم

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
عبدالرحمن الأهنومي
مقال إلى قبائل عبيدة الشرفاء
عبدالرحمن الأهنومي
أحمد داوود
سخط عارم ضد المملكة
أحمد داوود
محمد صالح حاتم
إكراماً لدماء الشهداء!!
محمد صالح حاتم
عبدالمنان السنبلي
اليمن: الساسة والرياضيون.. مشهد وحدوي يشي بالكثير
عبدالمنان السنبلي
إيهاب زكي
التهديدات «الإسرائيلية» لإيران.. فاكهة فيينا!!
إيهاب زكي
خالد العراسي
شركات الوهم أكثر من نصب واحتيال
خالد العراسي
المزيد