في استنساخ ببغاوي يسبق قمة مشيخات التطبيع والردة في الأردن ،أجرت صحيفة الرياض حوارين مع عبد ربه منصور هادي وعلي محسن ،فيما كان الحوار مع عبد الملك المخلافي في صحيفة عكاظ .وهي ثلاثة حوارات تتطابق من حيث المنطوق والغاية .
في حواره مع صحيفة عكاظ لاينسى عبد الملك المخلافي أن يبين للتحالف السعودي وعبد ربه منصور هادي الدور الذي تقوم به وزارته في التذكير بشرعية "هادي"على المستوى الإقليمي والدولي ،وكذلك تسويقه للعدوان السعودي على اليمن بأنه دور ينبغي أن يكتب بكلمات من نور ،فلولا هذا الموقف "الشجاع "من المملكة السعودية لقطع الطريق على إيران لاستمرت هيمنة (الفرس)على اليمن لقرون !
فالعدوان السعودي على اليمن بحسب زعم المخلافي "حدث عربي سيسجله التاريخ على أنه أحد أهم أعمال العربية المجيدة "مما يعني أن أعمال الكيان السعودي خلال العقود الماضية على المستوى اليمني والعربي تعد أعمال مجيدة ،بانتهازية لاتستحي أن تتناقض مع ما كان يصرح به من قناعات طيلة الثمانينات والتسعينيات بل والألفية الثالثة !
وهو في هذا الزعم يتفق مع ما يقوله هادي وعلى محسن في حوارهما مع صحيفة الرياض،في استخدام لهم كبيادق وأبواق إعلامية في مهاجمة إيران بما يملى عليهم من مزاعم يرددونها حول "تدريب إيران وعملائها في المنطقة ومنهم حزب الله على تدريب المليشيات لفترات طويلة ،وأنه "لولاعاصفة الحزم "والقرار الشجاع فإن إيران كانت ستحكم اليمن لمئات السنين "ولا ينسى المخلافي وعلي محسن من ترديد القول بأن إيران صرحت أن صنعاء هي العاصمة الرابعة التي أصبحت تحت نفوذهم ،ومرجعهم في ذلك مقال لعلي البخيتي سبق لعبد الملك المخلافي أن استشهد به في ورقة هزيلة تقدم بها لمركز الوحدة العربية كشهادة تزلف بها لتكون ضمن مؤهلات تعيينه وزيرا لخارجية هادي !
يصف المخلافي الرئيس السابق بالمطية وأداة بيد إيران لخدمة مشروعها في المنطقة .
يقف المخلافي منتصرا للمشروع الأمريكي /السعودي في المنطقة بحجة مواجهة ما أسماه بالمشروع الإيراني ،ولاينسى أن يصف "علي عبد الله صالح "بناكر الجميل للسعودية ،الذي "باع نفسه لإيران ،والتحالف مع هذه المليشيات الطائفية فهو أداة صغيرة بيد إيران وما زال ".
وكغيره من مروجي الأوهام يتحدث "المخلافي "عن "اندماج اقتصادي واجتماعي مع السعودية "و"تأهيل اليمن لتكون في سوق مشتركة مع المملكة "كي تتأهل "لمنظومة مجلس التعاون الخليجي " وهو ما روجه علي محسن في حواره مع صحيفة الرياض .
ويتحدث "المخلافي "عن "دستور "تمت صياغته حسب زعمه بإجماع وطني ،في حين أن هادي يقول في حواره مع صحيفة الرياض أن صياغة الدستور تمت في الامارات !فالدستور الذي يتحدثون عنه لم تصغه القوى الوطنية ،ولم يتم الاستفتاء عليه شعبيا ،فهو نتاج مؤتمر حوار كانت الكلمة الفصل فيه لأمريكا وبريطانيا والسعودية والامارات من خلال عبد ربه منصور هادي وحقه في فرض ما يريدونه !
ويختلف علي محسن والمخلافي في تحديد الجغرافيا التي يهيمنون عليها يمنيا بأن يحددها الأول ب(85%) والثاني ب(80%). ويصرح علي محسن بأن شرعية هادي تسيطر على موارد الطاقة والغاز والموانيء والمطارات ،ولم يبق مع من يصفه بتحالف صالح /الحوثي سوى ميناء الحديدة ،ومع ذلك تمتنع ما سمي ب(شرعية هادي )من صرف مرتبات الموظفين لسبعة أشهر ،مراهنة في ذلك على ما ذكره علي محسن بإسقاط صنعاء بثورة من الداخل !
تصف صحيفة الرياض "اللواء علي محسن "بأنه من أدار اليمن من خلف الكواليس طيلة 33عاما ،لكن عبد الملك المخلافي وهو يتحدث عن فساد 33 عاما يختزلها في علي عبد الله صالح !
يتحدث علي محسن عن خبراء إيرانيين ومن حزب الله ومن الحشد الشعبي في العراقي متواجدين في اليمن لتدريب قوات صالح /الحوثي ،وبالعدد والتخصص ،ومع ذلك لم يعتقلوا أي فرد من هؤلاء الخبراء الذين يزعم بتواجدهم في اليمن .
يبدو أن ما كان مطلوبا من عبد ربه منصور هادي في حواره مع صحيفة الرياض إضافة إلى شيطنة إيران هو أن يؤكد على أن التدخل السعودي في اليمن من خلال عاصفة الحزم كان بطلب منه على النقيض مما كان قد صرح به صحفيا بعد العدوان مباشرة من أنه تفاجأ ب"عاصفة الحزم "وهو في الطريق إلى عمان .ولاينسى هادي وعلي محسن والمخلافي من القول بصيغة واحدة من أنه لولا التدخل السعودي لكانت اليمن "ولاية فارسية ".
ومن أجل استمرار التجذير للمشروع المذهبي والطائفي في اليمن ينبه علي محسن من أن المعركة في اليمن معركة ثقافية وأخرى عسكرية ،مما يعني ضرورة استمرار الدعم للحرب المذهبية طويلة المدى .
إن وحدة الصياغة والخطاب في حوارات صحيفة عكاض والرياض مع "هادي وعلي محسن وعبد الملك المخلافي "ليس لها من تفسير سوى أن الكيان السعودي هو الصوت والبيادق ليست سوى الصدى !
لقد وصلت البلاهة عند هادي أن قدم نفسه في حواره مع صحيفة الرياض من أنه هو الذي جعل إدارة أوباما تتنبه لخطورة المشروع الإيراني في اليمن ،ويصل الإسفاف عند هادي حين يروي قصة ساذجة في حبكتها ،حين اختلق حوار مع أحد المبتعثين إلى الدراسة في إيران ،حين سأله هادي :ماذا يدرسونكم ؟
إجابه الطالب "قال يدرسونا باختصار بأنه إذا قال لي عبد الملك الحوثي اقتل امك اقتلها ،فكانوا يعملون غسيل مخ،وكانوا يوهمونهم بأن الحوثي هو المهدي المنتظر !"
يعترف هادي أن من يدير اليمن "عسكريا"هو التحالف ،مما يعني أن التحالف هو من يتحمل تبعات الجرائم التي ترتكب في اليمن فهو صاحب القرار والإدارة العسكرية.
وعن الستة الأقاليم عمل هادي على تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم بناء على "عدة معطيات وهي ثقافية ومذهبية وقبلية " وأن الزيدية ضد الأقاليم الستة ،ويسعون لأن تكون الجمهورية واحدة بحسب ما ذكره في حواره مع صحيفة الرياض ،وأنهم "ظلوا "ستة أشهر لكتابة الدستور في الامارات ".
إذا لم تستح فاصنع ما شئت ،لهذا لايجد هادي حرجا من الحديث عن أقاليم مذهبية وقبلية وطائفية ،وعن توصيف الوحدويين بالزيدية والتقسيميين الأقاليميين ب"الشافعية !