بعد سبع سنوات من العدوان الفاشل وجدت السعودية نفسها في موقف محرج أمام العالم، الذي التزمت تجاهه بحسم كل شيء خلال أيام. لكن الأيام طالت حتى أصبحت سبع سنوات عجاف، لم تفعل فيها السعودية شيئاً سوى قتل الأطفال والنساء والمدنيين وتدمير البنية التحتية، ولا غرابة في ذلك، فهذا ما يفعله القتلة الجبناء، لأنهم لا يجيدون أي شيء سوى القتل والدمار.
في الحادي عشر من يناير الجاري، أعلن ناطق العدوان، من داخل مدينة شبوة، عن انطلاق عملية «حرية اليمن السعيد»، وقال إنها ليست عملية عسكرية بالمصطلح العسكري المقصود به الحرب، وإنما هي عملية تنموية تكفل لليمن التطور والازدهار. وبكل وقاحة قال إن الشعب اليمني يستحق الحياة.. عن أي حياة يتحدث وهم يقتلوننا منذ بداية عدوانهم علينا، وقد بلغ شهداؤنا عشرات الآلاف؟
كان ناطق العدوان تركي المالكي يبدو كمهرج، وجعل ملكه وولي عهده يبدون كمهرجين حمقى بهذا التصريح. عن أي أوروبا جديدة يتحدث وبلده السعودية الأغنى على مستوى العالم لم تصل إلى هذه المرتبة، ولن تصل ماداموا بهذه العقليات الصحراوية؟ وعن أي أوروبا يتحدث وهم لم يقبلوا بضمِّ اليمن في مجلس التعاون الخليجي، لأنهم منذ جدهم -صاحب السروال المؤسس– لا يريدون الخير لليمن ولا يريدون أن يروه سعيداً. أليسوا هم من تسبب بكل هذه الأزمة، وبتدهور سعر الريال اليمني، وبكل هذا الدمار والقتل؟
تصريح ناطق العدوان أثار موجة كبيرة من السخرية تجاه مصطلح «أوروبا الجديدة»، ولا أحد يدري من أين أتى بهذا المصطلح الذي ليس له أي هوية أو أصل!
اليمن ليست تحت تصرفه هو وأسياده لكي يقول هذا الكلام.. اليمن ستكون كما يريد شعبها وأبناؤها، وليس كما يريد ابن سلمان وناطق عدوانه.
ستكون اليمن بخير، وستزدهر بخيراتها وبسواعد أبنائها. أما السعودية فقد بلغ عمرها أربعة وتسعين عاماً، وهذا هو عمر الدول الطارئة، أما إذا صمدت ست سنوات لتبلغ مائة عام فربما أن هذا عائد إلى سوء حظها وسوء خاتمتها.
* نقلا عن : لا ميديا