رسالة مزدوجةٌ وجهها صاروخ الأمس الى الكيانين الإماراتي والصهيوني والأخيرة أهم من الأولى..
بالنسبة للإمارات يبدو أن محمد ابن زايد لا يختلف كثيراً عن نظيره السعودي فكلاهما يبحثان عن أمجاد لن يجدوها في اليمن.. ولن يصحو كلاهما من سكرته إلّا على وقع طقطقة رقبته..
لن يبني أحدٌ مجداً على اشلاء اليمنيين ودمار هذا البلد الذي كان ولا يزال وسيظل مقبرة الغزاة الى ما شاء الله..
الرسالة التي لم يفهمها المعتوه ابن زايد قد يكون صداها وصل الى الاسرائيليين فهم بالتأكيد أكثر ذكاءً من صهاينة العرب ويعرفون جيداً أن انغماسهم في العدوان علينا ليس في مصلحتهم وان أوهموا “عيال زايد” بأنهم صاروا وإيّاهم على ظهر مركبٍ واحد..
مركبُ آل سعود وعيال زايد مركبٌ غارقٌ لا محالة ليس فقط لكثرة جرائم الحرب التي ارتكبوها بحق اليمنيين ولكن أيضاً لأنهم أحمق وأعجز من أن يقودوا سفينة نجاتهم فكيف بهم يتطاولون ليتحكموا في مصائر الآخرين..
بالأمس كشفت صحيفة “معاريف” العبرية عن رفض وزارة الدفاع الاسرائيلية طلباً اماراتياً بإسعافٍ عاجلٍ لأبوظبي بمنظومة “القبة الحديدية” أو منظومة “مقلاع داوود” الصاروخية الدفاعية..
التقديرات الأمنية الإسرائيلية عزت هذا الرفض إلى الخشية من تسريب معلومات تكنولوجية وعسكرية بشأن صناعة وتطوير المنظومات الدفاعية الجوية الإسرائيلية إلى أطراف أخرى في إشارة إلى إيران وجماعة انصار الله بحسب قناة الجزيرة..
وبعيداً عن الأسباب وراء هذا الرفض الاسرائيلي المتوقع لنقل تكنولوجيا الدفاع الجوي الاسرائيلية الى الحليف الاماراتي “الغض” فإن الحقيقة التي لا خلاف عليها تؤكد أن الاسرائيليين أذكى من أن يتورطوا بشكلٍ ظاهريٍ مباشر مع عيال زايد في الحرب على اليمن وإن كانت اسرائيل احد أقطابها الرئيسية ولكن من خلف الكواليس..
يدرك العالم كله بأن كيان الاحتلال الصهيوني هو المستفيد الأول من الحرب التي يشنها علينا صهاينة العرب لكن ذاك لن يجعل قادة هذا الكيان ينزلقون في حربٍ يعرفون أنهم ليسوا على استعدادٍ لتحمُّل كلفتها فحرب غزة الأخيرة ستجعل صانعي السياسات الاسرائيلية أكثر حذراً وتخوفاً من الاقدام على مغامرةٍ تفوقها حجماً بآلاف المرات..
زيارة رئيس كيان الاحتلال الاسرائيلي لأبوظبي عارٌ سيلطخ جبين الأمة العربية كلها لكنه من صنيع أيادي “عيال زايد”.. وعلى الرغم من ذلك فقد جاء الموقف اليمني من هذه الجريمة سريعاً عبر صاروخٍ بالستي استهدف العاصمة الإماراتية أبوظبي حاملاً مع رسالة ذو شقين..
بالنسبة للصهاينة فقد وصلت الرسالة اليمنية اليهم بمنتهى الوضوح وخلاصتها أن “كيان الاحتلال الصهيوني هدفٌ استراتيجيٌّ لكل يمني” لكن بالنسبة للصهاينة فإن من مصلحتهم إلا يستعجلوا قدومنا اليهم عبر الجري وراء حماقات وعبثية “عيال زايد” و”آل سعود”..
وصلت الرسالة اليمنية واضحةً دون رتوش إلى قادة كيان الاحتلال بأن عليكم أن تكفّوا أيديكم عن التلويح بالأمن المشترك مع الكيان الاماراتي فذاك يجعل تل ابيب أقرب إلينا وأنتم لا تحتاجون لدليلٍ على اثبات جديتنا في هذا المسعى..
المحاولة الاماراتية للارتماء في أحضان اسرائيل لن تجعل من الاماراتيين شركاء مصيريين لكيان الاحتلال الصهيوني فهم في المحصلة ليسوا أكثر من أداة أو عبّارةٍ يسعى الصهاينة من خلالها لصهينة كل جزيرة العرب..
لربما يبدو لافتاً التوصية التي طالب جهاز الموساد الاسرائيلي حكومة “نفتالي بينيت” التعامل مع الامارات على أساسها فقد كشف المحلل العسكري الإسرائيلي “ألون بن دافيد” في مقالة له بصحيفة “اسرائيل هيوم أن “جهاز الموساد ناشد قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بالتوقف عن النظر إلى هذه الدول كـ”عرب”..
حقيقةٌ نتفق مع هذا المحلل الصهيوني فيها فكل أفاعيل عيال زايد تشير بوضوحٍ إلى أنهم انسلخوا من كل قيم العروبة والانسانية والاسلام..
لكن ذاك في المحصلة لن يشفع لهم عند الصهاينة المتشددين فهم يكرهون كل ما هو عربيُّ فكيف بأعراب الجزيرة..
قد يكون من الصعب على عيال زايد استيعاب أن صواريخنا التي اقتحمت مشيختهم الزجاجية لا زالت تقتصر اليوم على مفهوم الرسائل لكنهم اذا ما استمروا في العدوان على بلادنا فإن ابوظبي وكل امارات هذه الدويلة غير الآمنة ستصبح كعبةً تحج اليها صواريخنا ومسيراتنا بإذن الله..
* نقلا عن :السياسية