إننا في مواجهة حرب كونية عدوانية ظالمة، يستخدم فيها عدونا كل الأساليب القذرة والدنيئة في سبيل إخضاعنا وإركاعنا، ويأتي «التجويع» في مقدمة تلك الأساليب.
هذا الشعب المظلوم يُحارب في لقمة عيشه، ويُحرم من كسرة الخبز، ومن شربة الماء.
في حرب اقتصادية كهذه يتوجب علينا كيمنيين أن نتكافل ويساند بعضُنا بعضاً، فنتفقد من يبيت جائعاً، نعطيه مما لدينا ونقسم الخبزة نصفين، مع حفظ كرامته وكبريائه.
السيد القائد (يحفظه الله) يؤكد في محاضراته دائماً أهمية التكافل الاجتماعي، ويشدد بقوة على ضرورة التكاتف والتعاون خصوصاً في مثل هذه المرحلة الحساسة التي نمر بها.
إن عدونا في منتهى الخبث والنذالة والحقارة، لا يوجد أحقر من تحالف الشر الأمريكي السعودي الإماراتي على الإطلاق.
هذا التحالف القذر يقتلنا جوعاً، ويحرمنا من حقوقنا الأساسية، ثم يستخدمنا كورقة أمام المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي.
والمؤلم في الموضوع يا جماعة، أن هناك أشخاصاً محسوبين على معسكر الأحرار يخدمون أجندة وأهداف تحالف العدوان، وذلك بقطع أرزاق الناس بكل تعنت وعناد وإصرار.
مرة أخرى سأتحدث عن إذاعة 21 سبتمبر، واعتبروا ما يحدث أنموذجاً يتكرر في مؤسسات كثيرة أخرى.
تقريباً بات الجميع يعرف فشل الإدارة الجديدة التي سحبت الإذاعة من القمة إلى الحضيض، وحولتها إلى متنفس لممارسة الظلم والاضطهاد والاستكبار على الناس، فقد تحدثنا عن وضعها المأساوي وأرسلنا رسائلنا مراراً وتكراراً.
تقطعت حناجرنا ونحن ننادي ونستغيث ونندب الحالة الكارثية التي وصلت إليها الإذاعة، وبدلاً من أن ينظر المعنيون في الوضع بجدية وينصفوا المظلوم من الظالم، قالوا لنا أن نسكت..!
يا جماعة والله ما يدعني ضميري أن أسكت، فأنا أرى ظُلماً يطال عشرات الموظفين الذين كانوا يحملون كل الولاء لصوت الجيش واللجان الشعبية، وكانوا يبذلون جهودهم ليلاً ونهاراً في سبيل إنجاحها وإنتاج مواد تليق برجال الرجال في الجبهات.
أنا أتحدث عن أكثر من 30 موظفاً تم فصلهم دون وجه حق، وإجبار بعضهم على الاستقالة.
هذا يعني أن هناك أكثر من 30 أسرة باتت تتضور جوعاً، بعد أن كانت حالتها مستورة بعض الشيء.
عندما تقطع راتب موظف دون وجه حق، فأنت تحرم عائلته من الخبز والماء.
لا أتحدث هنا من أجل نفسي فالحمد لله وُفقت للعمل في مكان آخر، لكن يا جماعة غيري ليس لهم ملجأ ولا مكان بعد أن تم إقصاؤهم من أعمالهم، وهم اليوم لا يعلمون من أين سيطعمون أطفالهم.
أنا أتحدث عن مذيعين ومراسلين ومخرجين ومهندسين وأمنيين وحراس لأبراج البث، جميع هؤلاء تم قطع أرزاقهم، إما واحداً تلو الآخر أو دفعات.
قائد الثورة يوصينا بالتكافل والتآزر والتعاون، وأولئك ينفذون العكس تماماً.. وكأنهم يتعمدون أن يملؤوا قلبه قيحاً.
أنا حزين على صوت الجيش واللجان الشعبية، وحزين على عشرات الأسر التي حرمت من لقمة عيشها بقرارات إدارية فاشلة وظالمة.
حتى العميد «يحيى سريع» عندما سلم الإذاعة للإدارة الجديدة قطع للكادر وعداً بأنه لن يتركهم وسيكون عوناً وسنداً لهم، واليوم يؤلمنا أنه لم يُبدِ أي ردة فعل تجاه ما يحدث من تدمير للمنبر وظلم للعاملين فيه.
المهم.. هذا المقال براءة للذمة، تعالوا وانظروا في وضع الإذاعة يا معنيين، انزلوا بأنفسكم وانظروا بأعينكم.
أنقذوها من التدمير، وأنقذوا الناس من التجويع.
* نقلا عن : لا ميديا