حين يراك عدوك مسالماً قد يعتقد أنك ضعيف، مع أنه يعلم أنك تمتلك سلاحاً تستطيع تصويبه تجاه دولته الصغيرة، ويثق هذا العدو في أخلاقك بأنك لن تقصف المدنيين، لأنه يعرف دناءة نفسه، ويعرف جرائمه ضد المدنيين اليمنيين.
قصفت الإمارات اليمن بكل حقد، خلال الأسبوع الماضي، بحجة الدفاع عن سيادتها، بعد الضربة اليمنية التي سمتها الإمارات «ضربة إرهابية»، وناصرها العالم بأسره، وهذا الأمر ليس غريباً على العالم المنتفع، فقد وقف الجميع منذ بداية العدوان مع السعودية والإمارات ضد اليمن، لأن اليمن لا يمتلك نفطاً وأموالاً يشتري بها ذمم العالم للوقوف في صفه.
تطاولت الإمارات بقصفها، لأنها رأت ذاتها متضخمة في مرآة أمريكا التي تخدعها بأنها دولة عملاقة، وأنها في مصاف الدول على مستوى العالم، وحين جاءها الرد اليمني بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة صرخت وبكت حتى سمعها العالم، وطالبت أمريكا بإدراج اليمن في قائمة الإرهاب.
ها هو زجاجهم في مرمى صواريخنا، لكننا نعرف أخلاق الحرب، ولا نقصف المدنيين بعشوائية كما يفعلون، لأننا يمنيون، واليمني يعرف الفرق بين الشهامة والخساسة.
سبع سنوات تقصفوننا أيها الإرهابيون ولم نتقدم بطلب إلى مجلس الأمن، ولم نطلق صرخة استغاثة واحدة، فيكف ظهرت هشاشتكم وانكشفت سوءتكم بضرباتنا القليلة، وبأسلحتنا البسيطة التي صنعناها بأيدينا، واخترقت كل منظوماتكم الدفاعية الباهظة؟!
كنا نعرف أن الحل لإيقافكم عن غيِّكم وبغيكم هو إيصال دفعة من الصواريخ إليكم، لتعرفوا حجمكم جيداً، فكان ردنا مزلزلاً، ولم تكونوا تتوقعوا أن يتجرأ أحد ويتطاول عليكم، لأن العالم يقف معكم ويناصركم بالباطل.
ها قد تجرأنا وقصفنا مدنكم الزجاجية، وها أنتم تصرخون وتطلبون النجدة من كل دول العالم. أما نحن فلم ولن نطلب النجدة من أحد، لأن اليمني قائم بذاته ولا يستنجد بأحد.
كيمني، تشعر بالبهجة حين ترى الكثير من المسؤولين الإماراتيين في «تويتر» يكتبون تغريدات خائفة، مثل: «رب اجعل هذا البلد آمناً»، و»اللهم احم الإمارات من كل مكروه».
ها هي الإمارات تذعن لقصفنا وتأخذ تهديدنا على محمل الجد، لأنها تخشى أن يتحول ذلك الزجاج إلى رماد، فحين ينعدم أمنها سينعدم اقتصادها.
* نقلا عن : لا ميديا