الإسلام السني منذ 1400 عام إسلام القصور والحكام في توجهاته، إسلام فيه السياسة تنفصل عن أخلاقيات الإسلام وفي تعارض دائم معه، إسلام الطبقات الثرية وعلى حساب المعدمين، وظل هذا الإسلام على هذه الصورة حتى ورثته سيئاته الوهابية بقضها وقضيضها... فأنتجت لنا هذا القبح كله من جماعات إرهابية توظفها من أجل الحفاظ على سلطة هؤلاء الحكام، وتحول الإسلام السني إلى مصيدة تصطاد من خلاله كل الناقمين والبائسين على أوضاعهم، وبالتالي توجه غضبهم ونقمتهم باتجاه قلة الحيلة وتوظفهم تحت شعاراتها الزائفة وسائل وأدوات تحقيق مصالح سلطة القصور. وإذا ما تمردوا عن أداء هذه المهام، فإنهم بالتعريف إرهابيون وجب تصفيتهم وقتلهم. ولذا صار الإسلام السني مصيدة وفخاً يحول دون ثورة الناس البائسين والناقمين على أوضاعهم ثورة حقيقية.
ومنذ قيام الثورة الإسلامية الإيرانية ظهر إسلام ثوري يمثل الناس المسحوقين والبائسين، حيث تم إعادة الإسلام إلى منبعه الأصلي.
ولقد مثلت القضية الفلسطينية قضية العرب والمسلمين منذ تأسيس الكيان، ولم تستطع أنظمة الإسلام السني تحقيق أي إنجاز يذكر لهذه القضية، لا بل كثير من هذه الأنظمة تآمرت عليها، وفرطت فيها.
واستطاعت إيران خلال أربعة عقود أن تقلب المعادلة في المنطقة، من خلال دعمها لفصائل المقاومة، وعليه تأسس محور مقاومة وممانعة بات يرعب «إسرائيل» من جهة، ويفضح هذه الأنظمة المتآمرة من جهة أخرى، وهذا النجاح سيترك أثره لدى أهل السنة في هذه الأنظمة، ولذا ليس غريباً ما يعمله ولي عهد المملكة من سعي للتنصل من الإسلام الوهابي، لأنها تعتبر ضربة استباقية للحيلولة دون أن تحدث مثل هذه المقارنة، ويعتقد ولي عهد المملكة أن خطوات التنصل من الدين بنسخته الوهابية والهرولة نحو التطبيع ومن ورائه ممالك الخليج بالطبع أنجع وسيلة لتحافظ هذه المملك على وجودها. ولا يعلمون أن أزمة وجودهم قائمة ولا توجد دولة في العالم إلاّ ويعتبر الدين أو ثقافة ما إحدى مقومات تماسكها، شريطة أن تكون نابعة من المجتمع. حتى الولايات المتحدة الأمريكية عند تأسيسها اتخذت من الكنيسة الإنجليكانية أساساً لها.
وعليه، فإن هذه الأنظمة آيلة للسقوط، فما من خيار أمام شعوبها إلاّ العودة بالإسلام من مختطفيه إلى ضبط المصنع، وما من خيار أمام شعوب المنطقة إلاّ أن تذهب باتجاه الإسلام الثوري، ولا ريب سيعود الإسلام إلى تبني خط الإمام علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه).
* نقلا عن : لا ميديا