حينَ تستولي عليك الأطماعُ و تغلِبُ عليك المصلحةُ الشخصيةُ .... فيسيُّرُكَ المالُ و تنزلقُ في مسالكِ المفاسدِ و يتشبعُ عقلُكَ بالأفكارِ المسمومةِ فتجندُ نفسكَ للشيطانِ فلا شيءَ ينهاكَ عن فعلِ قبيحٍ و لا شيءَ يصدُكَ عن اقترافِ مساوىءَ أو مظالمَ او جرائمَ... فلا تترددُ في إرسالِ الصواريخِ هدايا تحرقُ أطفالَ حيكَ و تدفنُ الأمهاتِ تحتَ الأنقاضِ فتحددُ جامعتَكَ و مدرستَكَ و سوقَكَ أهدافاً لطائراتٍ مسعورةٍ متعطشةٍ للفتكِ و القتلِ و يصبحُ القتلُ وحدَهُ عادَتَك التي تستهويك...
حين تُدفعُ إليك بعضُ الريالاتِ الحقيرةِ لتنخلسَ عن كلِ القيمِ و المبادىءِ و تتعرى من كلِ الأخلاقِ و الأعرافِ و تكونُ أداةً رخيصةً للاغتيالاتِ و عقلاً مبدعاً في تصنيعِ المتفجراتِ التي تهديها عطايا لأبناءِ جلدتِك... و تذهبُ مقاتلاً في صفوفِ الأعداءِ و تكونُ عوناً لهم ليدنسوا أرضَكَ و ينهبُوا خيراتِها و ينتهكوا حرماتِها و يُذبِحوا أبناءَها..فتبيعُ أرضَك و دينَك و كرامتَك و تخونُ أهلكَ...و تكون من أزلامِ الشياطينِ و عبداً مطيعاً للأمريكيين و الإسرائيلين..
كلُ هذا عندما تكونُ فقط من أعضاءِ حزبِ الإصلاحِ الذي انتشرَ كوباءٍ في أرضِ اليمنِ لعقودٍ و الذي كانَ و ما زالَ المتسببَ في أوجاعِهِ ففخخَ و فجرَ و اغتالَ و ما زالَ خنجراً مسموماً في خاصرةِ الوطنِ فساعدَ الأعداءَ و قدمَ لهم كلَ التسهيلاتِ في عدوانِه..
ِ كلُ هذا و هو متسترٌ تحتَ عباءةِ العناوينِ الدينيةِ البراقةِ التي ليس لهم منها سوى الأقوالِ و التي استخدموها كغطاءٍ يستطيعونَ من خلالهِ تمريرَ مخططاتِهم منتهجين بذلك دربَ الوهابيةِ...
سقطَ القناعُ و ها هو الشعبُ اليمنيُ يدركُ اليومَ أكثرَ خطرَ هذا المرضِ العضالِ و يَعزمُ على استئصالهِ و كشفِ كلِ خلاياهُ و فضحِ كلِ مخططاتِهِ و مؤمراتِهِ و تخليصِ الوطنِ من شرورهِ و بالتالي قطعُ يدِ الأعداءِ العابثةِ فيه.