رائحة رمضان قد بدأت بالفعل تفوح في الشوارع والحارات، والأجواء أصبحت رمضانية تحس فيها بتلك النفحات الروحانية التي تلامس روحك بشكل خاص.
حتى الشمس يخيل إليَّ أن لون أشعتها المعتاد قد تغير وأصبح تماماً كأشعة الشمس التي نراها في رمضان، وبالأخص ما بين العصر والمغرب.
هذا يحدث كل عام، يشعر غالبية الناس بالأجواء الرمضانية قبل حلول الشهر الكريم بعدة أيام، وكأن الله يهيئنا روحياً لاستقبال هذا الشهر المقدس والمبارك على أرقى ما يكون.
أعتقد أن السبب يعود لأهمية شهر «رمضان» كمناسبة دينية لها قداستها ومكانتها الخاصة في ديننا الحنيف، فهو فرصة المرء للاغتسال والتخلص من الذنوب والأوساخ التي تراكمت على روحه طوال 11 شهراً.
يقول «سيد الثورة» روحي له الفداء: الصيام في شهر رمضان المبارك محطة سنوية تمثل غسيلاً سنوياً لتطهير نفسية الإنسان.
من منطلق هذه الأهمية للشهر الكريم، وعبر منبر «لا» الجهادي، أدعو نفسي وكل من يقرأ هذه الأسطر لتهيئة أنفسنا لاستقبال رمضان بشكل يليق بقداسته ومكانته، خصوصاً أصحابنا الذين في مواقع المسؤولية، ابتداء من رئيس الجمهورية حتى أصغر مسؤول في البلد.
القارئ العزيز يعلم وجميعنا نعلم أن هناك مظالم كثيرة لاتزال مهملة حتى هذه اللحظة، ذلك أن التكنولوجيا المتطورة لم تتوصل لطريقة يمكن بها إقناع المسؤولين بإنصاف أصحاب تلك المظالم.
غير جدير بالشخص كمسؤول أو مدير أن يسمع رعاياه يشكون إليه ظلماً طالهم، فيدير وجهه وكأن شيئاً لم يكن.
لن يكون رمضان شهر توبة ومغفرة لمن يتنصل من مسؤوليته، ويتغافل عن رد المظالم لأصحابها وإنصاف المستضعفين رغم أنه المعني بذلك.
نحن نريد أن يكون رمضان شهراً مليئاً بالانتصارات والبطولات التي يسطرها رجال الرجال، شهراً لا يتوقف فيه التنكيل بالعدو في مختلف الجبهات.
ولا شك أن العمل على نصرة المستضعفين والنظر في قضاياهم وحل مظالمهم أكبر عامل يولد الانتصارات ويعين المجاهدين في كل اقتحام والتحام، وفي المقابل فإن تفشي الظلم في دولتنا وبين أوساطنا أكبر سبب لتأخير النصر المبين على قوى الطاغوت.
هذه نصيحة خالصة أحببت أن أوجهها لكل راعٍ ومسؤول قبل حلول شهر رمضان، ومن أراد أن يتقرب إلى الله ويستفيد من الشهر المبارك فليبدأ بإنصاف المظلومين، فإنها والله أكبر قربة للمولى عز وجل.
تخلصوا من عادة التطنيش، واسمعوا أصوات الناس، واعلموا أنه لا فائدة من صيام أو قيام يرافقه ظلم للمستضعفين وأكل لحقوقهم.
قبل حلول الشهر الكريم.. من له حق فأعطوه حقه، ومن يشكو ظلماً فأنصفوه ممن ظلمه، وتوقفوا عن الاستماع لأمراض القلوب وثرثراتهم.
* نقلا عن : لا ميديا