لعل أكبر جريمة ارتكبها الأعداء والعملاء بحق اليمنيين هي عندما أبعدوا اليمنيين عن هويتهم، ونتيجة ذلك ما نراه اليوم من تطاول «البعران» علينا! لقد أهملوا عمدا تاريخ أمتنا في التعليم والإعلام وأظهروه بشكل ضعيف، خدمة لأعدائنا المتربصين بنا، ونتيجة ذلك نرى أبناء شعبنا اليوم تائهين بين العمالة والتقاعس، وقد نسوا من هم، وما يستطيعون فعله!
نحن شعب محارب عتيد وذو بأس شديد. ونكبات التاريخ حدثت يوم استخدم الأعداء أسلوب التفريق بيننا لنتقاتل فيما بيننا، ابتداءً بالرومان والأحباش والأمويين والعباسيين والفرس والأتراك والبريطانيين، وانتهاءً بالسعوديين والإماراتيين! وأعظم الأحداث التي صنعناها كانت حين توحدنا في مواجهة الغزو الخارجي، فبنينا ممالك ودولاً كانت مهابة الجانب حتى حدود الصين ووسط أوروبا.
أكبر دليل على ما نستطيع فعله هو ما يفعله اليوم ثلة من اليمنيين أمام تحالف قوى المال والبطش من عشرين دولة، رغم فارق الإمكانيات. ولعمري لو أن اليمنيين حسموا أمرهم وتوجهوا للجبهات اليوم فلن يطلع الصباح إلا وقد لقنا المعتدين درساً لن ينسوه أبداً لقرون قادمة. كانت المعاناة ستنتهي بمجرد أن يعي اليمنيون حقيقة من هم ومن عدوهم. والأمر واضح لا لبس فيه، وكل يوم نرى بطش وحقد عدونا على كل اليمنيين، كما نرى حقيقة العملاء وحقارتهم وعظيم جنايتهم على بلدهم وشعبهم.
الحروب الناعمة جعلت الكثيرين منا يهابون عدواً عاجزاً عن تحقيق أي نصر أمام فئة قليلة من اليمنيين، وهذا يحدث رغم أن العدو استخدم أعتى وأحدث الأسلحة في العالم! الحروب الناعمة لعقود جعلت الكثيرين منا لا يتخذون موقفاً من عدو يحاصرنا ويريد أن يخنقنا، وبدل أن ينهضوا ليلقنوه درساً يجبنون ويبحثون عن مبررات واهنة لتقاعسهم! وبدل أن يتحركوا لحماية أرضهم وثرواتهم التي يطمع العدو في سرقتها عنوة، يفضل البعض أن ينتظر دون حراك ويتضرع بالبكاء لعل عدوه الغاشم يرأف به، بل إن المضحك المبكي هو أن نسمع البعض يفكر بالرحيل تاركا أرضه لعدوه!!
هل عرفتم ما هي جناية العملاء على بلدنا وأمتنا؟! يريدون استعبادنا وقتلنا جوعاً، بينما الحقراء يستعذبون أناتنا!! لأن يموت الحر كمداً وهو يرى نتيجة الثقافات المغلوطة التي جمدت شعباً عظيماً كشعبنا، الله والتاريخ والأحداث تؤكد لنا أننا لو تحركنا كما يجب كرجال يمنيين مؤمنين فلن تكون النتيجة فقط أن نحرر أرضنا فحسب، بل إننا سنحصل على ما نستحق من حياة كريمة ونضمن مستقبلنا ومستقبل أبنائنا، وسيعود اليمن من جديد دولة مهابة وعزيزة كما كانت دوماً.
وبعيداً عن ذلك كله، ألا يستحق الأعزاء الذين فقدناهم بلا ذنب من أطفال ونساء وشيوخ أن نثأر لهم من قاتليهم؟! ألا يستحق اليمن أن نرفع رايته، ونحن على الحق، أمام العالم الذي يتفرج ماذا سنفعل؟! فلنتفجر براكين لا تبقي ولا تذر، وليحجز كل واحد منا له صفحة في التاريخ بين الأبطال والشرفاء الأحرار، فلا شرف في البقاء خاضعين حتى يطأنا الأنذال في بيوتنا... والله معنا.
* نقلا عن : لا ميديا