عندما انطلق العدوان على
اليمن منذ سبع سنوات بعاصفة الحزم، والتي قُدِّر لها أن تكون سريعة وخاطفة، وبكل بساطة واستخفاف، وضعوا لها حينها عدة أسابيع وحسبوا أنها ستنتهي باستسلام
اليمنيين وخاصة "أنصار الله"، لتكون، خلال مسار صاخب من المواجهات العنيفة والشرسة، ومن العمليات القتالية غير التقليدية، والتي لم تعرف مثيلها أغلب المعارك التاريخية، لتكون فعلًا عملية خاطفة صحيح، ولكنها جاءت خاطفة لقدرات ولإمكانيات ولمشاريع مروحة واسعة من دول العدوان الإقليمية القادرة ماليًا، ولمروحة واسعة أخرى من الدول الغربية الداعمة لهذا العدوان.
اليوم بعد انتهاء سبع سنوات على هذا العدوان، لم يعد الموضوع بالنسبة لكل هؤلاء "كيف السبيل لهزيمة
اليمنيين؟"، فهذا الأمر أصبح، حتى بالنسبة لهم، مستحيلًا، بل أصبحت القضية "كيف السبيل للخروج من هذا المستنقع بأقلّ قدرٍ من الخسائر المعنوية والعسكرية والسياسية والاستراتيجية؟".
هذا بالنسبة لنظرة دول العدوان واستراتيجيتهم للخروج من مستنقع
اليمن، أما بالنسبة لليمنيين، من جيش ولجان شعبية وانصار الله، فيمكن استنتاج نواة ما يفكرون به أو ما يخططون له، أولا من فحوى المؤتمر الصحفي للمتحدث العسكري
اليمني العميد يحيى سريع، والذي تحدث فيه عما حققته القوات المسلحة خلال سبع سنوات، وأكد خلاله "أنه لم يكن يتوقع أحد أن يصمد هذا الشعب الأبي كل هذا الصمود، ولهذا نجد العدو لا يريد أن يسمع أنه يعاني الفشل والهزيمة ونحن على مشارف العام الثامن"، وثانيًا من خلاصة ما أكَّده وزير الدّفاع
اليمني اللّواء الرّكن محمد ناصر العاطفي: "من أنّ العام الثّامن من الصمود سيكون "عام أعاصير
اليمن" والإنجازات التسليحية الإستراتيجية الأكثر تطوّرًا والأقوى ردعًا للعدوان وأذنابه، الذي لا يزال مستمرًا في غيّه وعنجهيته وغطرسته ضدّ شعب الحضارة والتاريخ الشعب
اليمني".
اليوم، وفي الجانب العسكري، يجب النظر بكل ثقة وواقعية لما ينتظر العدوان في العام الثامن، وذلك بعد تحليل ما وضعه العميد سريع من مشاريع مرتقبة وخطط منتظرة في مسار المواجهة، ارتكزت على عناصر ومعطيات ما عرضه فيما خص مسار المواجهة الذي تحكَّم في معركة الدفاع عن
اليمن في السنوات السبع التي انقضت من العدوان، وتضمن نماذج مختلفة من العمليات العسكرية الكبرى المصنفة في خانة معارك الدول الكبرى التاريخية، لا بل ضاهتها في ما حضنته من ابتكار لتكتيكات جديدة ، خلقتها الوحدات
اليمنية تحت ضغط الحاجة لقتل التفوق الواضح في امكانيات دول العدوان والدول الداعمة له، أو ما تضمنه هذا المسار من تطوير وتحديث وتصنيع لقدرات ولأسلحة نوعية، أصبحت بامكانياتها وبمميزاتها وبتاثيراتها، تضاهي ما تملكه الدول الكبرى من أسلحة استراتيجية ونوعية، وذلك لناحية الصواريخ الباليستية أو المجنحة، أو لناحية الطائرات المسيرة، الاستطلاعية أو المقاتلة أو التي يمكن استعادتها والتحكم بمناورتها.
أيضًا، وفي جانب آخر، يمكن أن نلمس من كلام وزير الدفاع
اليمني اللّواء الرّكن محمد ناصر العاطفي، آفاقَ ما ينتظر العدوان في المرحلة القادمة، والتي انطلقت اليوم بعد انتهاء سبع سنوات من العدوان، وحيث أشار اللواء عاطفي إلى "أنّ على قوى العدوان أن تستوعب جيدًا أنّها لن تجني سوى الويل إذا ما استمرّت في عدوانها وإجرامها"، مؤكّدًا أنّ "القادم سيختلف شكلاً ومضمونًا ويكون مرعبًا لدول العدوان بكلّ المقاييس العسكرية التي تتضمنها إستراتيجية معركة التحرر والاستقلال التّام والشّامل". واضاف الى فحوى ما تضمنه كلام العميد سريع أن "القوّة الصاروخية
اليمنية تحتل اليوم مرتبة متقدمة من التطور والتحديث وتمضي نحو مراتب أكثر تقدمًا من حيث المدى والدقّة وأشد تأثيرًا، ومزوّدة بأنظمة ذكيّة يصعب على الدّفاعات الجوية المختلفة اعتراضها"، مع اشارته ايضا الى "أنّ الطيران المسير يشهد تحديثًا بخبرات وكفاءات يمنية وسيكون عند مستوى المهام "الجيو استراتيجية" المسندة إليه"، بالتالي اصبح يمكن استنتاج ما يمكن ان تكون عليه معالم المرحلة المقبلة لمعركة
اليمنيين بمواجهة العدوان، من بأس وشدة وقدرة وثبات.
وهكذا، وبعد هذه السنوات السبع تعترف السعودية أولًا، وهي رأس السهم في العدوان على
اليمن، بطريقة غير مباشرة بعجزها وبفشل حربها بعد أن كانت دائمًا تكابر وتعيش حالة الانكار التام لذلك، وثانيا لتقول: "بسبب الاستهدافات اليمينة لمنشآتي النفطية، فأنا لست مسؤولة عن انتظام إمدادات النفط للعالم". وبما أن العالم اليوم بأمس الحاجة إلى هذا النفط على خلفية تداعيات المعركة الروسية في أوكرانيا، فإن الوحدات
اليمنية من خلال مناورة استهداف منشآت النفط في المملكة، وبشكل مركّز مع بعض الاستثناءات، تقول: إن
اليمنيين أرادوا إرسال رسالة باكثر من اتجاه لتحالف العدوان ولداعميه الغربيين ولكل العالم أن قضية
اليمن وحصاره والمظلومية التي يتعرض لها أبناؤه منذ سبع سنوات، وبتواطؤ وعجز من المجتمع الدولي، تحتاج للحل العادل والذي أصبح حاجة عالمية وليس حاجة يمنية أو اقليمية.
* نقلا عن :موقع العهد الإخباري