المحتل الإماراتي يواصل تنفيذ مخططه التآمري الاستعماري الاستيطاني التدميري في جزيرة الأحلام والسعادة ، جزيرة سقطرى اليمنية الهوى والهوية ، الجزيرة التي يسعى الكيان الإماراتي للهيمنة عليها وتحويلها إلى مستعمرة تابعة له ، اقتلعوا أشجار دم الأخوين وقاموا بنقلها إلى الإمارات ، وعملوا على مسخ الهوية القطرية اليمنية من خلال سلسلة الإغراءات التي يقدمونها لأهالي سقطرى ومن ذلك منحهم الأولوية في العمل بالأرضي الإماراتية، وإقامة الدورات التدريبية والتأهيلية ، ورعاية الفعاليات والمناشط المختلفة ، وتقديم المنح الدراسية والمشاريع الخدمية ، وربط الجزيرة بشبكة اتصالات إماراتية ، وإغراء سكان الجزيرة بالحديث عن ضمها إلى دويلة الإمارات والترويج بأن أصول الجزيرة إماراتية ، وغير ذلك من أساليب الإغراء التي تمارسها الإمارات بهدف مسخ الهوية اليمنية لأبناء سقطرى .
والأدهى والأمر والأخطر هو قيام الإمارات بتهيئة سقطرى لتقبل التواجد العسكري الأجنبي على أراضيها ، والعمل الجاد من أجل تمكين كيان العدو الإسرائيلي من إقامة قاعدة عسكرية إسرائيلية في الجزيرة ، حيث تشهد سقطرى وصول المزيد من الجنود والخبراء العسكريين الأجانب ، بينهم إسرائيليون تحت عناوين ومسميات دعائية ، حيث يقوم هؤلاء الخبراء العسكريون بمسح ودراسة وتمشيط المنطقة والاطلاع على موقعها الاستراتيجي ، بغية البحث عن المواقع المناسبة للتمركز والتموضع فيها ، وجعلها منطلقا للأعمال والمهام العسكرية العدوانية التي تستهدف اليمن واليمنيين والتي تندرج ضمن مخطط العدوان الغاشم والحصار الجائر على بلادنا وشعبنا .
هذا في الوقت الذي تواصل فيه الإمارات عمليات التحشيد والتجنيد والتسليح في سقطرى وبوتيرة عالية جدا، حيث تصل إلى الجزيرة تباعا دفعات كبيرة تضم أحدث الأسلحة والآليات والمعدات العسكرية قادمة من الإمارات في إطار المخطط الإجرامي الذي يهدف إلى عسكرة الجزيرة وقمع الأصوات الرافضة للتواجد الإماراتي والمنددة بالمخطط الإماراتي الاستيطاني الذي يستهدفها ، ودعم وإسناد أدوات الإمارات وأذرعها ومليشياتها المسلحة في سقطرى والمحافظات القريبة منها ، تحسبا لأي مواجهات مسلحة قد تشهدها الجزيرة أو المحافظات المحتلة ، أو تحسبا لأي مواجهات مع الجيش واللجان الشعبية في حال انفراط عقد الهدنة الأممية الهشة التي يبدو أنها عبارة عن استراحة محارب لقوى العدوان ومرتزقتهم تمكنهم من التقاط أنفاسهم وترتيب صفوهم وتعزيز قدراتهم العسكرية بعد أن وصلوا إلى مرحلة خطيرة من الانهيار والتقهقر والانهزام .
عسكرة سقطرى تأتي في ظل بروز حالة عدم التناغم والتوافق بين ما يسمى بـ ((مجلس القيادة الرئاسي)) الذي تتقاسم قياداته الولاء للسعودية والإمارات ، وعدم انصياع ما يسمى بـ ((المجلس الانتقالي الجنوبي ))المدعوم من الإمارات لتوجيهات مجلس القيادة وإصرار الأول على بسط نفوذه في المحافظات الجنوبية وعدم موافقته على دمج مليشياته ضمن القوات الموحدة التي تتبع مجلس القيادة المزعوم والتي تم تكليف المرتزق هيثم قاسم طاهر للإشراف عليها ، في سياق المحاولات البائسة لتوحيد مليشيات وفصائل العمالة والخيانة والارتزاق ، كخطوة أولية تسبق تفجير الأوضاع عسكريا ، وهو المخطط الذي تسعى دول العدوان والمرتزقة لتنفيذه من خلال ما تسمى بـ ((الهدنة الأممية ))، وترى أنها من خلال ذلك قادرة على تحقيق وإنجاز ما عجزت عن تحقيقه وإنجازه خلال أكثر من سبع سنوات من العدوان والحصار
بالمختصر المفيد، كل ذرائع ومبررات وأكاذيب دول العدوان بشأن طبيعة تدخلها في اليمن وشن العدوان وفرض الحصار ؛ تم نسفها وتعريتها وكشف زيفها وخداعها من قبل دول العدوان نفسها ، وفي مقدمتها شرعية هادي المزعومة ، كلها تبخرت في الهواء ، وهو حال المؤامرة والمخطط الإجرامي الذي يستهدف سقطرى ، فمهما دلس الإماراتيون ومهما قدموا من إغراءات ومهما حشدوا من قوات ومليشيات ، فإن مصيرها الفشل والإخفاق ، لن يسلبوا من سقطرى هويتها اليمنية المتجذرة في أعماق التاريخ ، ولن يزايدوا على يمنية أهلها ، هم كمن يحرث في البحر وينتظر الزرع ، ومن يعول على السراب في الحصول على الماء ، وستكون سقطرى مقبرة لهم ولكل الغزاة والمرتزقة الذين يسبحون بحمدها ويدورون في فلكها طمعا في السلطة والنفوذ والثروة .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله .