هل عاد حقاً..؟!
ذخّرَ الكرسيُّ في هلعٍ مسدسه
وصوّبه على شبح الخبرْ
وتأهب الحرس المرابط
في المداخل بالبنادق والقنابل للعدو المنتظَرْ
وعلا النفيرُ العسكري ودقَّ ناقوسُ الخطرْ
***
في الشارع المنسي هزّتْ دمعةٌ كبرى بجذع الحشْر وانشقّ القمرْ
وترجّل الشهداء عن صلبان أعمدة الدعاية هابطين من البراويز الأنيقة والصُّوَرْ
يتحسسون أسى الأزقة مثل حبات المطرْ
***
قالت عجوزٌ: قد بَصِرْتُ بهم فعاودني البصَرْ
“حاذيت برق الوعد...” قال مشردٌ ثملٌ”.. وفي وضحٍ رأيت ابن البتول يسلّ نهر الضوء...”.
أكمل عاشقٌ “لكأنه المهدي... كان يؤمُّهم... ورأيت رمل الوقت يُعشب حيث مرْ..”!
***
هل عاد حقاً؟!
سَوّرَ الكرسيُّ جنته بآلاف التمائم والسُّوَرْ
وتدافعَ الكُهّانُ بالأسفار والكتب القديمة والسِّيَرْ
يُغوون أبصار الجموع المشرئبة بانتظار القادمين مع النبوءة في ثنيات الوداع مرابطين على الشجرْ
***
- «لا ترقبوا الموتى...!»
* «بل الأحياء..»..
- .. «لا رُجعى ومن يزعم كفَرْ»..
* «هم أيقظوا الموتى ...»...
- «لقد سئموا السَّهَرْ»..
* «هم دشنوا المسرى..»..
- وقد ملُّوا السَّفَرْ»...
* «هم ناصروا الأكواخ..»..
- «طوبى فالبلاط قد انتصرْ»..
«هم جاهدوا الأعداء..»..
«كي يجري البلاط لمستقرْ»...
* «هم قدّموا الأرواح..»..
- «كي يحيا البلاط بلا كدَرْ»..
* «ناداهم الجوعى على وعد الكفاف...»..
- «بل البطَرْ»...
* «ناداهم المقهور..»..
- «بل مكْرُ الهَكَرْ...
«هي فتنة يا قوم فالحذر الحذرْ»
***
بالقرب غمغم عابرٌ ناجٍ من الأحلام: كلَّا لا وزَرْ
ما أوحش الفردوسَ إن حنَّ الشهيدُ إلى سقَرْ
***
وتنفَّس الكرسيُّ أنسام الظَّفَرْ.
* نقلا عن : لا ميديا