في الشأن الثقافي اليمني _ أيضا˝ _ كانت قد عمدت بعض المؤسسات إلى خلق فراغ ثقافي محاذ„ للفراغ السياسي الذي سعى إليه الخائن (هادي) ومن وقف وراءه في مخطط تعطيل مؤسسات الدولة لأنها تحررت وخرجت عن الهيمنة والوصاية الخارجية .
لقد أعلنت تلك المؤسسات الثقافية نفسها جزءا˝ من مخطط الهيمنة الخارجية عندما أغلقت أبوابها لتشعر أصحاب ذلك المخطط بأنها الوجه الآخر للارتهان لديهم ، وكان قد حاول عدد من متسلطي الثقافة أن يغيبوا الدور الوطني المستقل للمثقف في تلك الفترة الحرجة التي يمر بها الوطن عقب استقالة ذلك الخائن ، ربما ظن أولئك الأقزام أنهم الوكلاء الحصريون للثقافة اليمنية وأن المكون الثقافي لبلادنا سينهار بمجرد غيابهم فكانت صدمتهم قاصمة إذ وجدوا أنفسهم قد تعروا واعترفوا علنا دون قصد بأنهم وكلاء العمالة ، وأدركوا جيدا أن الثقافة والمثقف ليس مختزلا في شخصياتهم الفارغة وأنه لايمكنهم أن يشكلوا ثنائية العمالة مع السياسة مادام أن المثقف اليمني الحقيقي _على الرغم مما عاناه من الإقصاء والتهميش _ سينهض بدوره الوطني دون أن ينتظر أية إملاءات من الحلبة السياسية .
كنا نفترض وجود المثقف الذي يمثل ظل السلطة أوالسياسة ونظل نبحث ونقدم تنظيرات لمواجهة ظاهرة كهذه ، ولم نكن نتوقع أن نجد المثقف الذي سيكون ظل العدوان الإجرامي وأداة˝ يستغلها العدوان في تبرير جرائمه ضد الإنسانية ؛ حتى وجدنا عددا˝ من النكرات المعرفة ب(أل) العدوان السعودي وتحالفه على بلادنا وشعبنا اليمني .
التعتيم عن سر غياب بعض المؤسسات الثقافية يرجع إلى أسباب سياسية ومشاريع خارجية كانت تعتمد على من يدير تلك المنابر في تنفيذ المخطط ذي المضامين الاستعمارية إذ لمسنا كثيرا أن تلك المؤسسات تدار وتمول من الخارج بهدف إقصاء المثقف الحقيقي وفرض ما يشبه المثقف على أنه صاحب الحق في تمثيل اليمن في الجانب الثقافي ؛ من أجل أن تظهر اليمن أقل من جاراتها في المستوى الحضاري والثقافي .
لم يغب المثقف اليمني عن الدور الوطني والإنساني المناط به في مرحلة يواجه الوطن خلالها أبشع عدوان ، وليس ثمة ما يمكن أن نسميه غيابا ، كل ما في الأمر أن الأسماء التي كانت محسوبة على الثقافة اليمنية سقطت بسقوط مشروع العمالة للخارج مع سقوط السفارة السعودية كمنظومة وجدت على سبيل العمل المخابراتي القذر ، #الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان مؤسسة يمنية جمعت كل المثقفين اليمنيين من كل الأطياف وكل الأرجاء دون أي تمييز جغرافي أوعرقي أوغيره مادمت تحمل هدفا وطنيا متمثلا في مواجهة العدوان والدفاع عن اليمن أرضا وتاريخا وإنسانا .