د.عرفات الرميمة
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
د.عرفات الرميمة
نقد الفكر الغربي المعاصر"2-2"
نقد الفكر الغربي المعاصر"1-2"
قادمون يا صنعاء ... على صفحات الفيس بوك
عن موت المثقف .. مزج أول
الفكر الوهابي وثقافة قتل الأحياء والأموات
الوهابية والجذور الفكرية لثقافة الموت
أسلحة الدمار الشامل : عن القنبلة البدوية
عن العوّر المناطقي : أو التفكير بعقلية الضفادع
هم مرتزقة ومقاولة وليسوا أكثر من ذلك
السعودية وأسرائيل : جوارب وحذاء تفصلهما مساحة

بحث

  
من يجهلون التاريخ ولا يعرفون الجغرافيا : تيوس نجد تناطح جبال اليمن
بقلم/ د.عرفات الرميمة
نشر منذ: 8 سنوات و 9 أشهر و 11 يوماً
الأربعاء 10 فبراير-شباط 2016 01:31 ص




يطلب القرآن الكريم من الإنسان العاقل أن يأخذ العبرة والعظة من الماضي ليفهم الحاضر ويستكشف أفق المستقبل ،كما قال سبحانه وتعالى :( أولم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم وكانوا أشد منهم قوة وما كان الله ليعجزه من شي في السموات ولا في الارض أنه كان عليما قديرا ) هذه الآية وردت في معظم سور القرآن بصيغ مختلفة لكنها تحمل عين المعنى لأهميتها ، لان ثلث القرآن عبارة عن قصص تحكي حال الامم السابقة لأخذ العبرة والعظة منها ، فكل حاضر هو ابن للماضي ويحمل شيئا منه ، فأخطاء الماضي يجب ان لا تتكرر في الحاضر ، هذا هو العقل وتلك هي الفطرة السليمة التي فطر الخالق الناس ع

ليها . ولكن كيف لأعراب نجدٍ ان يفهموا القرآن ويفقهوا معانيه ؟ وهم من قال فيهم سبحانه وتعالى :( الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر الا يعلموا حدود ما انزل الله على رسوله والله عليم حكيم ) . فهم لذلك أحق بأن لا يعلموا حدود الدين، وما أنزل الله من الشرائع والأحكام والله عليم بحالهم انهم كذلك ، حكيم في تدبيره لأمور عباده. وهل نتوقع من تلك العقول الصحراوية - التي تطبّعت بالبداوة ونفرت من التحضر العقلي والروحي - أن تطلب الهداية عندما ترى الحق، كلا وألف كلا ، لأن منطق البداوة بعيد عن العقل ، قريب من الجهل والعناد الذي يطلب الباطل وهو يعرف انه كذلك ولكنه يُريد ان يعاند الحق ، هذا منطقهم ومنطق أبائهم الذي ذمه القرآن بقوله : ( وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب اليم ) بدل أن يطلبوا الهداية كي يتبعوا الحق ، طلبوا العذاب عناداً للحق ، هذا هو العقل النجدي البدوي ، الذي أنتج سابقا مسيلمة وسجاح ، وابن عبدالوهاب وأنتج حاليا عِقالات عيال سعود ،التي فاقت سابقيه غباءً وعنادا وحماقة ، فتلك عقول تطبّعت بطباع الصحراء القاسية - التي لا تعرف التوسط والاعتدال - ولا تزال تلك الطباع قابعة في لا شعور من يعيشون في الحاضر ويتمحسون بقشور الحضارة دون ان يلامسوا اللباب حتى ولو من 
بعيد . ( تشابهت قلوبهم ) فكراً وسلوكا ، ماضيا وحاصراً ، لم يفهم آبائهم القرآن ولم يتدبروا معانيه ، وهاهم احفاد عقارب وحيات الصحراء يتعاملون مع القرآن بنفس عقلية الأعراب الأول . أتوا لقتال من وصفوا أنفسهم بأنهم : ( أولوا قوة وأولوا بأسٍ شديد ) لم يأخذوا العبرة والعظة من الماضي ليعرفوا أن الصحراء لا يمكن أن تغطي البحر وتهزم الجبل . وأن جميع تيوس الصحراء لا يمكن أن تناطح جداراً ، فكيف بها أذا حاولت أن تناطح جبال اليمن ! لو فقه تيوس نجد التاريخ لادركوا أن اليمن كانت ولا تزال وستكون دائماً بإذن الله مقبرة لكل غازِ ومحتل

 .
هذا ما حصل مع المعتدين سابقاً ، من برتغاليين واتراك ومصريين ، ومن يقرأ التاريخ يعرف ذلك . في خريف عام 1963م نصح القائد المصري صلاح الدين المحرزي وحذّر القيادة المصرية من مغبة التدخل العسكري وخوض حرب برية في اليمن قائلاً لهم : خذوا العبرة من التأريخ ، فاليمن قد قضت على أربعة ألوية عسكرية تركية في القرن التاسع عشر ولم يعد أحد منهم الى بلاده ، ولا توجد اي قوة على مدى التاريخ كانت كافية لاحتلال اليمن . 


وفي بداية الحرب التي خاصتها مصر في اليمن لمحاربة القوات الملكية أرسل الرئيس الثاني في الجمهورية التركية عصمت اونونو - كان قائداً لسرية حربية في اليمن - بنصيحة الى الرئيس عبدالناصر - مع أحد أعضاء الوفد المصري الذي زار تركيا - واصفاً فيها شدة بأس اليمنيين بالقول :( حاربت جميع الدول : الإنجليز والصرب واليونان والروس وحاربت في اليمن ولم أشاهد في حياتي مثل اليمنيين محاربين أشداء ،هم لا يحتاجون معدات حربية متطورة ، هم يملكون الجبال التي تحارب معهم ويحاربون بها والرصاصة في بندقية المحارب اليمني لا تذهب سدى ،لا بد ان تقتل احدا وهم محاربون يكتفون القليل). 


وعلى مدى خمس سنوات أرسلت مصر سبعين الف جندي الى اليمن ، قتل منهم حوالي عشرة الف وأهدرت مصر عشرات المليارات دون أن تحقق ولو هدفا واضحا لحملتها العسكرية . أدرك عبد الناصر نصيحة الرئيس التركي بعد فوات الأوان ، وقد عبّر عن ذلك للسفير الامريكي بالقاهرة في ربيع عام 1967م بقوله : أرسلت بسرية لليمن وأنتهت الأمور بإرسال سبعين ألفا لتعزيزها ، إن حرب اليمن أصبحت فيتنام مصر . هي فعلا كذلك وستكون فيتنام لكل من تسّول له نفسه المريضة بغزوها . لقدأراد أعراب نجد والحجاز ، مع دويلات الخليج -التي لا تملك سطرا في التاريخ ولا حيزا معتبرا في الجغرافيا - أن يناطحوا جبال اليمن الشامخة برؤسهم الفارغة الا من العقال ، توهموا أن طائراتهم الذكية تستطيع نسف الجبال ،لكنهم أغبياء لأن تلك المهمة لا يقدر عليها سوى الله ( ويسئلونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفاً ) الله هو من ينسف  الجبال يا اصحاب العقال وليست طائرات F16 .


وأخيرا نقول لأصحاب العقال التي تمنع عنهم التعّقل أن الشعب الذي يُقيم الأفراح وينصب خيام الأعراس بشكل يومي طيلة أيام الحرب ، هو شعب يخلق الحياة من أنقاض الموت ويطلب السلام الدائم من خلال الحرب المؤقتة التي لن تدوم طويلا ، يصنع الحقيقة في رحم الميثولوجيا ويسطر المعجزات في الوقت الضائع ، أنهم أهل اليمن أولوا بأس وأولوا قوة وأصحاب قضية من جعلوا من الكرامة واقعا وليس مجازا ، هم ألين قلوبا أيام السلم لكنهم أولوا بإسٍ. شديد وقت نزال الأعداء ، إن التيس الذي لم يقرأ التاريخ ولا يعرف الجغرافيا ، حتى إن امتلك أسلحة ذكية لن يستطيع أن ينسف بقرونه الجبال ، سوف تنكسر قرونه حتماً . 

لقد أخذ اعراب نجد والخليج عضة وعبرة واحدة من التاريخ فقط وهي ؛ أنهم لا ولم ولن يتعظوا منه أبدا ، وهذا ما هو حاصل الآن وهنا فقط ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون .
تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
أحلام عبدالكافي
لم يَعُد هذا العالم يُشرّفني
أحلام عبدالكافي
جمال الأشول
المواطن عبدالكريم الخيواني
جمال الأشول
علي جاحز
الخيواني : ذكرى الرصاصة الأولى
علي جاحز
وليد الحسام
محاولات إحداث الفراغ الثقافي في اليمن .. أفشلها المثقف الحقيقي
وليد الحسام
عبدالرحمن غيلان
الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان
عبدالرحمن غيلان
نبيل القانص
وِسامُ الصمود
نبيل القانص
المزيد