هناك قاعدة في علم الإدارة تقول إن النجاح يتحقق عندما تكون "المدخلات أكبر من المخرجات"، والمقصود بهذا هو الوصول إلى أفضل النتائج بأقل التكاليف الممكنة وأسرع الطرق.
هذه قاعدة جميلة وواقعية، لولا أن الكثير من المدراء، وخصوصاً أصحابنا (الله يهديهم)؛ فهموها بشكل خاطئ وطبقوها بطريقة كارثية، والموظف المسكين هو الضحية لضعف إدراكهم وسوء فهمهم.
مفهوم الإدارة الناجحة عند أولئك هو الوصول إلى أفضل النتائج (مجاناً) أو على حساب الموظفين، لكن بمسميات دينية وجهادية تخول لهم الأمر.
هذا مفهوم خاطئ يا جماعة الخير، وليس من الصحة والواقعية في شيء، بل إنه (الانتهاز) بعينه.
وأنا لا أدري لماذا تلك المسميات الجهادية تنطبق على الموظف الذي يجب عليه أن يعمل حتى لو لم يجد قيمة المواصلات، بينما لا تنطبق على طبقة المدراء وأصحاب المخصصات العالية.
عندما تعمل أي إدارة على استغلال كل طاقات الموظف وإجهاده دون مقابل معنوي ومادي منصف، فهذه انتهازية واضحة، ونتيجتها الحتمية هي فشل وتدهور المؤسسة.
ليس هذا وحسب.. فبرغم الانتهازية الواضحة تطمع الإدارة بانتماء الموظفين وولائهم الكامل لها، وتطالبهم بذلك فعلاً.
هم لا يفهمون أن المدير الناجح لا يتسول من الموظفين الولاء، سواء له أو حتى للمؤسسة، وإنما يزرع ذلك فيهم بتقدير جهودهم وحسن التعامل معهم.. فقط لا غير.
ولست أبالغ إذا قلت إن السر وراء فشل أغلب المؤسسات التي يديرها أصحابنا هو هذا التعامل السيئ مع الموظفين، وكأن هناك “تطفيشا” متعمدا ومقصودا.
أنا شخصياً أعرف عدة موظفين واللهِ إنهم يتمنون لو كان لديهم رأسمال بسيط لإنشاء (عربية بطاط) يترزقون منها، ولن يترددوا في ترك وظائفهم التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
ولكم أن تتخيلوا كمية التطفيش التي تجعلك تتمنى (عربية بطاط أو محل شبس) لتترك وظيفتك في أي مؤسسة.
المهم.. مادامت عقولنا تنظر إلى الإدارة كغنيمة وإلى الموظف كوسيلة مجانية فلن نرتقي أبداً، وستظل جميع أعمالنا في تدهور مستمر حتى تصل إلى الحضيض.
* نقلا عن : لا ميديا