مأساة كربلاء في عاشوراء ذكرى مهمة وضرورة لتذكير كافة المقصرين والمتخاذلين للتحرك ضد ظلم وطغيان سلاطين الجور والفجور وعلماء السوء الذين حاربوا ويحاربون خط الهداية والنور والعدل. وأهمية هذه الذكرى تأتي من تذكيرها لنا ببركات نهضة رموز الهدى، ونهضة الإمام الحسين (عليه السلام) في عاشوراء ضد طغيان بني أمية. هي امتداد الحق للحاضر والواقع اليوم.
إن نهضة الإمام الحسين (عليه السلام) هي نتيجة حتمية لمن يكون حليفا للقرآن واهتدائه بالقرآن، في كل مضامين نهضته وحركته وجهاده، وفي كل خياراته وقراراته ومواقفه؛ كون النهضة القرآنية تحمل معيار الحق والبصيرة والوعي، والقرآن هو مصباح الهداية الذي يخرجنا من كل الظلمات، ويمنحنا البصائر التي تمثل الموقف السليم والصحيح الذي فيه الحق والخير والصواب.
أما الابتعاد عن الوعي بهدى الله وقيم كتاب الله فإن نتيجته الحتمية هي المعاناة التي يعيشها واقع أمتنا هذه الأيام؛ لأنه ابتعاد ناتج عن انحراف وتحريف تم فيه إحلال الظلال والظلام والظلم بدلاً من الهداية والنور والعدل. ومصدر هذا الانحراف والتحريف هما ثنائي سلاطين الجور وعلماء السوء، وهذا ما يوضح لنا أن امتداد انحراف وتحريف بني أمية على حق الإمام الحسين (عليه السلام) لا يزال إلى اليوم ممثلا في بني سعود وعيال زايد في كافة المستويات، وأن حاضر الأمة اليوم هو امتداد لماضيها باتجاهين، فهناك امتداد لفجور وظلم بني أمية، وهناك امتداد لنور وهدى الله، وأنت لديك عقل، فكر بما هو خير لك.
الوعي من عاشوراء هو التأكيد القاطع أن ثبات الموقف وحسم الخيارات بالحق مع الله وكتاب الله والتصدي للعدوان والتمسك بحق شعبنا اليمني وشعوب أمتنا بالتحرر والاستقلال والثبات على ذلك بثقتنا بالله سبحانه، مستمدين منه الهداية والنصر، ومتأسين بالقدوة الحسنة في سبط رسول الله: الحسين عليه السلام.
عاشوراء هي ثورة من أجل نجاة الأمة، النجاة المرهونة بتمسك الأمة بالحق. والإمام الحسين عليه السلام أعلن للأمة، في عاشوراء، أن ثورته المباركة هي الحق في مصدره الحقيقي، الحق في منهجه الأصيل، وامتداد الأصل وحملته الصادقة، الحق على مستوى المبادئ والقيم والتعليمات والمشروع والمنهج والمسيرة، وعلى مستوى المواقف والولاءات والقول والفعل والخيار والقرار، الحق الذي يزهق الباطل.
* نقلا عن : لا ميديا