لا يبين معدن الإنسان الحقيقي دون تلميع إلا عند صروف الدهر ونوائبه.. وعلى هذا قال الشاعر “يا صاحبي لولا الشدايد ما عرفنا جيد”، فالشدائد هي ذلك الغربال الطبيعي الذي يفرز الناس إلى فسل وجيد.
وبكل إنصاف.. لا أحد يستطيع أن يشكك بأصالة معدن معسكر الحرية في اليمن بمختلف مكوناته وعلى رأسها “أنصار الله”، والأحداث كلها تشهد بذلك.
منذ اللحظة الأولى لشن هذا العدوان الدموي الظالم على شعب اليمن؛ وحين هرب الكثير وطأطأ الكثير رؤوسهم؛ انطلق “أنصار الله” كالصواريخ إلى مختلف الجبهات للدفاع عن الأرض والعرض.
معسكر الحرية بقيادة “أنصار الله” هو من حفظ لليمنيين كرامتهم وحريتهم أمام المرتزقة بمختلف ألوانهم وأجناسهم، وقبل ذلك حفظ لليمن سيادته واستقلاله أمام قوى الهيمنة والاستكبار.
الأحرار وحدهم هم من دافعوا عن النساء والأطفال، وأخذوا بالثأر لكل تلك الدماء التي سفكتها صواريخ وقنابل العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي.
هذه المواقف المشرفة لم يتبنها “أنصار الله” بالمجان ودون تعب، بل سالت سيول من الدماء وبُذلت الكثير من التضحيات في سبيل حريتنا وكرامتنا.
ولا تنحصر رجولة هؤلاء داخل حدود الجغرافيا اليمنية.. بل تمتد لتشمل الدفاع عن المستضعفين في كل الأصقاع.
فحين باركت أفاعي العمالة العربية العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزة، كان “أنصار الله” ضمن قلة الأحرار التي استنكرت ذلك، وقد أكدوا استعدادهم التام لدعم المقاومة الفلسطينية بالعتاد والرجال.
بالتأمل في هذه المواقف المشرفة -داخلياً وخارجياً- يتبين نقاء جوهر الأنصار وأصالة معدنهم، ولن يختلف مع هذه الحقيقة إنسان منصف.
لكن وللأسف الشديد.. برغم هذا النقاء الداخلي مايزال هناك خلل في البناء الكلي لمعسكر الحرية، والخوف كله من أن ينمو هذا الخلل ويزيد ضرره.
محافظ محافظة يتهم وزيراً بالفساد، فيرد الوزير ببيان رسمي يتهم فيه المحافظ بالكذب والافتراء..!
بالله عليكم.. أوليس هذا خللاً خطيراً يستدعي العلاج الفوري دون تأخير؟
أصبح هذا الأمر العجيب (ترند) وموضوعاً للسخرية والتنكيت على مواقع التواصل الاجتماعي، لكنه ورغم ذلك لم يصل إلى مسامع الأخ الرئيس.
هناك فساد واضح، وفوق الفساد تصرفات عجيبة لا تنم عن رجال دولة، وإلى الآن لم نر أي ردة فعل من قبل المعنيين تجاه الفاسدين أو تجاه تصرفاتهم.
الخطأ يظل خطأ مهما كان، لذلك يجب عليكم أيها الأنصار معالجة هذه الأعراض في أسرع وقت قبل أن تستشري وتصيب الجوهر الداخلي لكم.
حافظوا على نقاء جوهركم.. وأصالة معدنكم.. وتخلصوا من منابع الفساد بكل ما أوتيتم من قوة.
* نقلا عن : لا ميديا