تتواصلُ العُروضُ العسكرية غيرُ المسبوقة للقوات المسلحة اليمنية، وبالصوت والصورة، تبث مشاهدها التي لا تخطئ العين تقديرَ أبعادها وَرسائلها للحاضر والمستقبل، وَعلى وتيرة هذه العروض جاءت جملة من الحقائق والرسائل في مضمون الخطاب الرئاسي اليمني.
وبَيْنَ سطور خطاب الرئيس المشاط، حجمُ الإنجاز الذي حقّقته القوات المسلحة والذي يصل إلى حَــدِّ الإعجاز، على اعتبار أن بناءَ هذه القوات بدأ من نقطة الصفر في معظم الجوانب، وفي ظروف الحرب والحصار وَبعد أن تعرضت المؤسّسة العسكرية لتدمير ممنهج سبق سنوات العدوان ولا يزال.
جاءت مشاهدُ هذه العروض العسكرية للشعب اليمني بمثابةِ البشارة في تحقيق الحلم الوطني المتقادم وَالمتمثل ببناء جيش وطني قوي قادر على حماية البلاد والثورة ومكاسبها، أما الرسالة التي يصدرها هذا المشهد للأعداء من الميدان ومن منبر الرئاسة فتتعلق باستحالةَ تجاوُزِ هذا الواقع أَو التغلب عليه أَو إعادة التاريخ إلى ما قبله، كما تؤشر في توقيتها إلى أننا وضعنا أنفسنا وَالعدوّ على أعتاب مرحلة جديدة جاهزون نحن فيها على خياري السلم أَو الحرب ولا خيار ما بينهما، كما لن تبقى الكرة في ملعب العدوان طويلاً، وعلى الأنظمة التي تقود العدوان أن “تحسبها صح” وتنظر إلى ما استجد في واقعنا العسكري المتصاعد وواقعها العسكري المتهالك، وبما يساعدها في اتِّخاذ القرار ورسم النهاية التي تريدُها لنفسها في اليمن.
ومع هذه العروض العسكرية المهيبة، والخطاب الرئاسي الذي يؤكّـد على أن معركة التحرير الوطني لن تتوقف حتى استعادة كامل الأرض والقرار، ترتسم بوضوح ملامح الدولة اليمنية المستقلة، وَيتوازى معها انتصارات سياسية دولية قادتها الدبلوماسية اليمنية عبر وفدها المفاوض، أحسنت استغلال المتغيرات في المزاج والمواقف الدولية، ومثّلت ضربات إضافية صادمة لتحالف دول العدوان، وَفي مجمل هذه المعطيات الجديدة يمكن قراءة ملامح المرحلة القادمة من الحرب، وحظوظ كُـلّ عناصرها على ميدان المعركة.
بقي أن نشيرَ إلى أن هذه البشائرَ جاءت نتيجةً لسبع سنوات من الصبر والثبات وَالحنكة والشجاعة، وبالاستعانة بالله وَالتمسك بذات المفاعيل الدينية والوطنية التي قادت إلى هذه المتغيرات، يمكن لليمنيين اليوم استشرافُ النصر وَتعزيزُ الثقة بالقيادة والمنهج، والتأهُّبُ لجولة أخيرة حاسمة.