في الوقت الذي كانت القوى الإقليميةُ والدولية تُحكِمُ قبضتَها على القرار والسيادة اليمنية وتتحكم بالشأن الداخلي والخارجي وتتهافت الزعامات والأنظمة نحو سباق الخيانة وكُلٌّ يريد أن يكونَ أكثرَ وفاءً من غيره ويتقرّب أكثر.
خَاصَّةً مع رياح التغيير وثورات الربيع العربي والتي كانت اليمن على موعد مع ميلاد ثورة الـ 11 مارس 2011 والتي أجهضت قبل مخاضها؛ وذلك بفعل الولاء الحزبي والطائفي لحزب “الإصلاح” والمؤتمر اللذين تقاسما الحكومة، كُـلّ حسب هواه ووفق المصلحة داخلياً وخارجياً.
وفي المقابل، كان هناك شعبٌ ثائرٌ لم يُنْهِ ثورته ولم يرفع خيامَ الاعتصام ولم تتوقف المسيرات الثورية في مناطق عدّة.
انتظر طويلاً متشبثاً بقراره وأهدافه الثورية ومنها إخراج اليمن من الوصاية والتبعية لدويلات الإقليم والعالم.
معتبرًا أن ثورةَ 11 مارس سُرقت وسُلِّمَ القرار اليمني للسفارات التي باتت تمتلك القرار خَاصَّة بعد توقيع المبادرة الخليجية وإدراج اليمن تحت البند السابع في مجلس الأمن الدولي.
هنا كان على الشعب والشباب الثائر أن يكمل ثورته بثورة تصحيح لا تقبل الوصاية من أحد ولا ترضخ لجهة خارجية أَو تنتظر منها التوجيهات.
فكان لا بدَّ من ثورةٍ يقف خلفها شرفاءُ الشعب، وقائدها الشعب وممولها الشعب وداعمها ومحتضنها هو الشعب ومن الشعب كانت الثورة السبتمبرية تسير وفق الخطط المدروسة ووفق الممنهج الإلهي والقيادي.
فمن رحم المعاناة كانت اللبنات الأولى تُشيّد لثورة 21 من سبتمبر الخالدة المجيدة التي كانت هي الملاذ والمخرج الوحيد بعد الله سبحانه وتعالى.
ومع انطلاقتها الأولى بأهدافها السامية وفتيانها الثائرين كانت القوى الإقليمية والدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الإسرائيلي وأدواتهم في الخليج والداخل اليمني يدركون حجم التحَرّك الشعبي الذي التفَّ مع الثوار ومع قيادة الثورة قُدُماً نحو الانتصار نحو التحرير والسيادة والاستقلال وتحرير اليمن من الوَصاية وإخراجها من بؤر الإرهاب الأمريكي والقتل والاختطافات والتدمير الممنهج عبر التفجيرات والاغتيالات التي كانت تشهدها البلاد.
وكذلك إبطال قرار التقسيم والأقلمة وهيكلة الجيش والأمن والذي كان هدفه تمزيق النسيج الاجتماعي والقبلي وإضعاف اليمن في كُـلّ الجوانب.
وبفضل الله، انطلقت الثورة وقدّمَ الشعبُ والثوّارُ تضحياتٍ جسيمة وارتقى عددٌ من الشهداء والجرحى، وحاول أعداءُ الثورة إعاقتَها من خلال التفجيرات والاغتيالات في كُـلّ ربوع الوطن.
لكن متى ما علم الله صدق نواياك له وفي سبيله تكللت التضحيات الجسيمة ونجحت الثورة رغم الحواجز التي اعترضت مسارها وهنا 21 سبتمبر 2014 م كانت اليمن على موعد مع ميلاد فجر يوم جديد ثوري يعانق السماء حمداً وشكراً لله.
انتصرت الثورة وانتصر الثوار، واندحر عتاولة الفساد والبغي والإجرام، وانحسرت أذرع المستكبرين، وتلاشت أوراقهم في كُـلّ اليمن، لتشهد حينها البلاد انتصاراً آخرَ سُجل بأياد يمنية متمثلة باتّفاقية السلم والشراكة.
ومع نجاحِ الثورة ونجاح الاتّفاق جَنَّ جنونُ الغرب؛ خوفاً أن تسقط اليمن من أيديهم وقرارهم، فسَرعانَ ما أشعلوها حرباً مُعاديةً بعد ستة أشهر من نجاح الثورة؛ بهَدفِ إخمادها وإعادة اليمن إلى الحضن الأمريكي.
فكانت رعايةُ الله حاضرةً وحكمةُ قيادة الثورة ممثلةً بالسيد القائد تقودُ السفينة نحو بر الأمان، وما تحقّق بالفعل صبر وصمود وجهاد يماني للعام الثامن توالياً ومن نقطة الصفر بدأت المواجهة وانتصر الشعب وانتصرت ثورة 21 سبتمبر الثورة الخالدة التي نحييها ونعيش تحت ظلالها للعام الثامن توالياً ومن نصرٍ إلى نصر بعون الله.