لو سألت أي يمني لماذا يكره المرتزقة، لسمعت منه ألف سبب وجيه لكرهه لهؤلاء، ليس أقلها: الخيانة، العمالة، الدياثة، المهانة، اللصوصية، الكذب، النفاق، الحقارة، الوضاعة، القوادة، التفاهة، الفجور، النتانة... وغيرها من الصفات والأسباب التي لا يمكن لأحد أن يلومك لو كرهتهم بسببها. يكفي أنهم جعلوا السعوديين يظنون أن أي يمني هو على شاكلتهم؛ حقير ووضيع وسافل! لكن هل سألت نفسك: لماذا يكرهنا المرتزقة؟!
لو سألت أي مرتزق عن سبب كرهه لنا، فسوف تسمع كلاما معلبا من ذلك النوع الذي تردده «لارا مكتبي»، أو «أسماء راجح» على قنوات العدوان ووسائل إعلامهم ليل نهار، وهو كذب يمكن للسعودي والإماراتي أن يردده دون خجل، لأنه لا يجد ما يقول؛ ولكن أن يردده شخص يفترض أنه يمني، فهذا لا يعبر إلا عن انتهازية وانعدام الشرف!
في الحقيقة، هؤلاء يكرهوننا لأنهم في موقف صعب بالفعل؛ فهم يعرفون ويقرون في داخلهم بأن ما يفعلونه هو خيانة لبلدهم وشعبهم، ومن الطبيعي أن هذا الشيء يشعرهم بالدناءة والوضاعة، وهذا ما يجعلهم يكرهون كل حر وشريف ووطني!
المرتزق عندما وقف مع المعتدين كان يظن أنه ذكي، وأنه يراهن على الطرف الأقوى، ولم يكن يتخيل أن الشعب اليمني قادر على الصمود هذه المدة، فما بالك بالرد على العدوان؟! ولذلك فهو يشعر بالقلق والرعب كلما رآنا نحقق إنجازا، بل إنه أكثر رعبا من مشغليه من فكرة الهزيمة؛ فالسعودي والإماراتي لو هزموا فلديهم أماكن يفرون إليها، أما هو فإلى أين سيفر؟!
سبب آخر لكره المرتزقة لنا، هو أن المرتزق كائن تافه، وهو يكره نظرات الاحتقار ممن حوله، وفي الليل والنهار يردد ويبرر لمن حوله بأنه ليس خائناً ولا يفعل ما يفعله من أجل المال، وأن الآخرين هم الخونة والعملاء! ومن بين من يحاول خداعهم زوجته وأبناؤه؛ ولكنه في الوقت نفسه عاجز عن منعهم من مشاهدة ذله وهوانه أمام أصغر ضابط سعودي أو إماراتي، خاصة لو كانت أسرته محجوزة كضمان في الرياض أو أبوظبي!
هناك أسباب أخرى تتعلق بأيدلوجيات وخلفيات كل مرتزق؛ ولكنهم بالطبع، في الحقد والجشع، سواء. ومما سمعناه من بعض العائدين إلى صنعاء، وجدنا أنه ليس هناك مخدوعون بين المرتزقة، فكل شيء واضح! فمن اختار أن يبقى مع المحتلين يدرك تماماً أنه خائن، وأن قوات الاحتلال تريد احتلال البلد ونهب ثرواته، ويعلم أبعاد هذا المخطط وأهدافه وتبعاته، ورغم هذا يصر على ما هو عليه! ولهذا فمن الطبيعي ألا يحب كل من ليس على شاكلته.
* نقلا عن : لا ميديا