إن الاحتفالات اليمنية بالذكرى السنوية لثورة الـ21 من أيلول/ سبتمبر، تأتي لإحياء الصحوة الجماهيرية والوعي الشعبي اليمني الذي تخلص من خوفه واستجاب لدعوة هذه الثورة المجيدة، فمنذ ثورة الـ21 من أيلول/ سبتمبر 2014 وحتى الآن، تعرت وانكشفت أغلب الحركات والجماعات والقوى والتحالفات السياسية التي كانت تنتحل صفة الحركة الوطنية اليمنية أمام ثورة الـ21 من أيلول/ سبتمبر، وآخرها ما كان يسمى «مؤتمر عفاش». جميعها سقطت ولحقت بكل من سبقها من الخونة والعملاء والمرتزقة، ليؤكدوا أن الانتهازية والتبعية لا يمكن أن تقوم بإصلاح الأوضاع المرتهنة للوصاية الخارجية الفاسدة؛ لأنها كانت وما زالت جزءاً لا يتجزأ من أجندة وخطط العدو، لهذا فإن الضربة الثورية التي قامت بها ثورة الـ21 من أيلول/ سبتمبر ليست بسقوط الخونة والعملاء من كرسي الحكم فقط، ولكن سقوطهم من عين وحسابات الشعب اليمني كله.
إن تأكيدات الاحتفال بالذكرى ثورة الـ21 من أيلول/ سبتمبر هذا العام تأتي بعرضها العسكري المميز، وهذا تأكيد على عدم تجزئة معركة الأمة وتوحيد موقف كافة قوى المقاومة، تأكيد أن تصنيع السلاح والاكتفاء الذاتي والتمسك بالهوية الإيمانية اليمنية الجهادية للتحرر والاستقلال التام الذي هو العنوان الرئيسي للمرحلة القادمة، وتأكيد عملي على الصبر والثبات وعدم التأثر بما يروج له المطبعون والمثبطون.
كما أنها تأكيد لموقف ثبات شعبنا وجيشنا وقيادتنا اليمنية على نهج المبدأ الإيماني والأخلاقي والديني مع القضية الفلسطينية، وهو تذكير بأن التطبيع خيانة عظمى لله وللأمة، وتأكيد على الثبات اليمني على مبدأ الأخوة الإسلامية والعربية وتعزيز كل أواصر المحبة والأخوة ورعاية مصالح الأمة، وتأكيد على استمرارية مشروع الثورة اليمنية التحررية والاستقلال التام وبناء الدولة اليمنية المنسجمة مع هويتها الإيمانية، وأخيراً، التأكيد على مواصلة التصدي للعدوان باحترافية وجدية ومصداقية وفي كل المجالات.
إن دروع حماية الثورة اليوم مكتملة الأركان بجيشها اليمني المدرب والمؤهل والمنظم والمنتج والمصنع لسلاحه، وأمنها النشط والقوي واليقظ، ويبقى تفعيل درع الحماية السياسية للمجتمع، والذي يبدأ بعناية السلطة السياسية، وعلى رأس ذلك المجلس السياسي الأعلى بوحدة الصف والمصالحة واحتواء كافة العقول والأنشطة الوطنية والثورية ولكافة شرائح الشعب اليمني من دون تمييز.
درع حماية الثورة هو الوعي الشعبي التام أن يواجه الجميع من يحاربهم ويجوعهم ويحاصرهم ويمتهن كرامة وسيادة بلدهم. درع حماية الثورة يعني أن يدرك الجميع أن مصير الفاشلين والمقصرين سوف يكون مثل من سبقهم في السقوط من عين وحسابات الشعب اليمني. درع حماية الثورة رسمياً وشعبياً وجماهيرياً يعني أن يزن الجميع الأعمال والأقوال والأفعال والكتابة والنشاط والتحرك بميزان التقوى والأخلاق والقيم القرآنية، فوحده هذا الميزان هو الذي سيعدل كفة حقيقة اليمن الأبدية، يمن الثورة مع الحق وللحق، يمن العزة والكرامة والعدل والاستقلال والحرية.
* نقلا عن : لا ميديا