يحيى المحطوري
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
يحيى المحطوري
إلى قادة حزب “الإصلاح”
أسرارُ القوة
لن يضرُّوكم إلا أذى
لماذا نحيي ذكرى عاشوراء؟!
أسرارُ الانتصار
شواهد تأثير الضربات اليمنية
ما وراء الكلمة؟
الولايةُ.. بين الادِّعاءِ وشهادةِ الواقع
الولاية بين الادعاء وشهادة الواقع
فبأي حديث بعده يؤمنون ؟!

بحث

  
هل حقّاً نُحِبُّ محمداً؟!
بقلم/ يحيى المحطوري
نشر منذ: سنتين و شهر و 20 يوماً
الأحد 02 أكتوبر-تشرين الأول 2022 06:27 م


في خِضَمِّ احتفالاتِنا بالمولدِ النبويِّ الشريفِ والأنشطة التحضيرية للذكرى، وعند تقديرِ مستوى تفاعلنا مع هذه المناسبة العظيمة ومع صاحبها عليه أفضل الصلاة والتسليم، تأملتُ قول الله تعالى:

قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأموالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ.

توقفتُ قليلًا عند قوله جل شأنه: أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ.

فسألتُ نفسي: هل نحن نحب محمداً -صلوات الله عليه وآله- حقيقةً كما أمر اللهُ عبادَه في هذه الآية المباركة؟ وكيف يكون الجواب إذَا عرضنا أنفسنا وواقعنا عليها وقارنا حالنا مع ما ذكر فيها.

هل نحب محمداً -صلوات الله عليه وآله- كما يُحِبُّ الوالد ولده، والولد والده، والزوج زوجته والزوجة زوجها، حب الأخ لأخيه، والرجل لعشيرته.

وتذكرتُ كيف تكون حالُنا عند السفر عن الأهل لبضعة أَيَّـام، وكيف تكون مشاعرُ أطفالنا وتعلُّقُهم بنا وانتظارُهم لعودتنا، كيف يكون شوقُنا إليهم وكيف يظهرُ بوضوح حجمُ العاطفة نحوَ بعضنا بعض، وكذلك الأمر مع الزوج والإخوة والعشيرة.

هل نحب محمداً -صلوات الله عليه وآله- بنفس المستوى من العلاقة القلبية والعواطف الوجدانية والمشاعر الفياضة أم أن هذه الروابط الاجتماعية في حياتنا أحب؟

هل لله ولرسوله نفسُ المكانة التي نضعُ فيها أنفسَنا وهؤلاء من حولنا، أم أن واقعنا وتصرفاتنا وسلوكنا اليومي يشهد أنهم إلينا أحب، فبهم نهتم وفيهم نفكر، وعليهم نسهر، وبهم نربط كُـلّ شأن من شؤون حياتنا وهم حاضرنا ومستقبلنا؟

وكذلك، هل ندافعُ عن محمد -صلوات الله عليه وآله- كما ندافع عن أموالنا التي نحب، وهل نحرص عليه كحرصنا على تجارتنا من الكساد وأرباحنا من البوار والخسارة؟

هل نأنَسُ بذكرِ محمد -صلوات الله عليه وآله- كما نأنس لمنازلنا التي نسكن ونأوي إليها، وفيها مستقر أرواحنا، وسكينة قلوبنا؟

إذا قلنا إننا نُحِبُّ الله قبل كُـلّ شيء فهل يحتل محمدٌ -صلوات الله عليه وآله- المرتبة الثانية في حياتنا حُبًّا وتقديسًا وتعظيمًا وولاءً والتزامًا واتباعًا وطاعة؟

هل تجلت مصاديقُ حبنا له في مواقفَ عمليةٍ في نُصرتنا له في مواجهة أعدائه؟

هل نغضب له كما نغضبُ لأنفسنا وأهلنا عندما يسيئون إليه؟

هل عملنا بالشكل الصحيح والكافي على التجسيدِ لأخلاقه والاقتدَاء به والالتزام بتعليماته وتوجيهاته والسير بسيرته والمضي في نهجه؟

أنا شخصيًّا أخجلُ من الإجَابَة على هذه الأسئلة.

وأسأل اللهَ أن يوفقَنا وإياكم إلى حُبِّه وحب رسوله وحب الجهاد في سبيله، وأن لا يُحرِمَنا هدايتَه لتقصيرنا عن الوفاء بما ألزمنا به في هذه الآية الكريمة كما توعد به القوم الفاسقين.

قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأموال اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ.

ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
عبدالمجيد التركي
لكي لا يُقال!
عبدالمجيد التركي
د.سامي عطا
الخفايا غير المعلنة لحرب العدوان
د.سامي عطا
صلاح الدكّاك
حليب الحرية الأحمر
صلاح الدكّاك
عبدالرحمن الأهنومي
كَالَّتيْ نَقَضَتْ غَزْلَها
عبدالرحمن الأهنومي
خالد العراسي
خلل التصريحات: الملف الاقتصادي ليس الرواتب فقط!
خالد العراسي
مجاهد الصريمي
الخطوة المطلوب البدء بها
مجاهد الصريمي
المزيد