د.سامي عطا
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
د.سامي عطا
«الأونروا» ورقة ضغط وابتزاز
مقاومة الفعل ولتخسأ أبواق التثبيط والتشكيك
ماذا بعد زوال هيمنة أمريكا الأحادية؟
العِلمانيةُ وقيمُ حقوق الإنسان صهيونيةٌ بامتيَاز
النهضة وثقافة المقاومة..!
طوفان اليمن.. من الغزو الثقافي إلى التحول الجيوسياسي المرتقب.!
«طوفان الأقصى» وعبد يقترض أفوله!
قراءة المشهد اليمني بأثر رجعي.. !!
عصر المكارثية الصهيونية!
ثقافة المقاومة.. ونظرية الدومينو!!

بحث

  
الخفايا غير المعلنة لحرب العدوان
بقلم/ د.سامي عطا
نشر منذ: سنة و 6 أشهر و 17 يوماً
الأحد 02 أكتوبر-تشرين الأول 2022 06:34 م


شنت المملكة السعودية وتحالفها حربها العدوانية بذريعة «إعادة الشرعية»، واعتبرت ما حدث في 21 أيلول/ سبتمبر 2014 انقلاباً ينبغي إسقاطه. وخلال الحرب العدوانية شهدت المملكة انقلاباً على ولي العهد السابق وإزاحته من المشهد واعتقلت كثيراً من الأمراء وبعض الأثرياء في فندق الريتز من أجل إنجاح الانقلاب. وعندما بلغت الحرب مشارف عامها الثامن أطاحت بهادي ونائبه اللاشرعيين بانقلاب لا شرعي. وهذه الوقائع تؤكد أن الحرب العدوانية قامت على ذرائع كاذبة ومضللة.
لقد شهدت بلدان كثيرة انقلابات عسكرية، فلم يحدث أن شنت حرب عدوانية بذريعة إسقاط تلك الانقلابات. هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية لا يستقيم أن تتذرع نخبة حاكمة بإسقاط انقلاب في بلد جار، بينما هي نخبة انقلابية وتدير شؤونها بمؤامرات القصور. ومن ناحية ثالثة ما رفضت المملكة وتحالفها العدواني الاقتناع به في 21 أيلول/ سبتمبر 2014 ذهبت إلى تطبيقه على مشارف العام الثامن لعدوانها حين انقلبت على هادي ونائبه في مشاورات جدة.
وعليه يمكن التأكيد بأن كل هذه الذرائع زائفة ومضللة، ولا يمكن الاقتناع بها كذرائع ومبررات حقيقية لهذه الحرب العدوانية. وفي حقيقة الأمر حرب عدوان المملكة وتحالفها لها أكثر من عامل، الأول: يتعلق بأزمة النظام الملكي في السعودية وحاجة قوى الهيمنة الدولية إلى نقل السلطة من جيل الأبناء إلى الجيل التالي، ولذا وجدت قوى الهيمنة في الحرب العدوانية خير وسيلة تمكنها من تقليم مخالب مراكز القوى داخل المملكة وتحقيق الانتقال السلس للسلطة.
وبدا جلياً أزمة شرعية الحكم داخل المملكة في أواخر أيام الملك عبدالله، حين استحدث منصب ولي ولي العهد وعين الأمير محمد بن نائف فيه، وذلك خوفاً من استفراد سلمان أسرياً بحكم المملكة.
ولقد استشعرت دول الهيمنة خطورة ما يمكن أن تشهده المملكة من صراع داخلي، خصوصاً وأن الملك عبدالله كان قد بلغ من العمر أرذله، اتخذت من مآلات الصراع في اليمن وشن عدوان عليه أحد خيارات تصدير أزمة المملكة الداخلية من خلال حرب عدوانية.
وكلنا يعلم أنه تم تقليم مراكز القوى هذه أثناء الحرب والتخلص من بعض الأمراء فيها ابتداءً بولي ولي العهد الأمير متعب بحادث الطائرة والانقلاب على ولي العهد محمد بن نائف والتخلص من الأمير متعب قائد قوات الحرس الوطني. وتكليف محمد بن سلمان برئاسة مجلس الوزراء والتغييرات الوزارية الجديدة مرحلة ما قبل توليه العرش وإحكام قبضته على السلطة في المملكة وطي صفحة مملكة عبدالعزيز وبدء صفحة مملكة سلمان.
أما العامل الثاني: فهو إزاحة وتقليم أظافر المؤسسة الدينية داخل المملكة. ولما كانت هذه المؤسسة لا تستمد قوتها من الداخل وحسب وبل تستمدها من امتدادات خارجية، وخلال نصف القرن الأخير انتشر الفكر الوهابي في جسد الأمة كالسرطان وبات له حضور في غير قطر عربي، وأقوى حضور له في اليمن، ولهذا اتخذت مراكز قرار دول الهيمنة من الحرب العدوانية أداة للخلاص من الكل يمكنها من إحداث تغيير جوهري في المنطقة ويحمي كياناتها اللقيطة من السقوط، وبواسطة الحرب تعيد تصدير أزمة هذه الكيانات الداخلية وتحمي كيانها الاستيطاني الصهيوني وتطيل زمن بقائه.
وبالطبع، هناك عامل ثالث يتلخص بزعزعة أوضاع المنطقة من أجل وقف تنامي قوة محور المقاومة والممانعة وإنهاك الجمهورية الإسلامية الإيرانية بمزيد من الأعباء في الوقت الذي يفرض عليها فيه حصار وعقوبات اقتصادية، للحيلولة دون إنهاء حالة التبعية والارتهان ونهاية النفوذ الأمريكي والغربي على المنطقة وسقوط أنظمة التبعية والارتهان. وليس بالضرورة أن يكون السقوط بتدخل مباشر أو بتصدير الثورة كما تتهم إيران، إنما تدرك أمريكا والغرب من ورائها أن السقوط يمكن أن يكون من خلال نجاح التجربة الإيرانية أمام فشل الأنظمة التابعة والمرتهنة.
ولقد غاب عن المعتدين قراءة تاريخ حروب البشرية التي توزعت بين نوعين من الحروب، حروب عادلة وحروب غير عادلة، والذي يخوض حربه دفاعاً عن بلده وقيمه ومبادئه يكون الأقوى شكيمة، لأنه يكون مسلحاً بقوة الحق، ولا بد من أن تنتهي الحروب غير العادلة إلى الهزيمة.
 

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
محمد حسن زيد
رد إيران.. هل كان قويا أو ضعيفا؟
محمد حسن زيد
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
عبدالفتاح علي البنوس
سلاح المقاطعة والوعي المجتمعي
عبدالفتاح علي البنوس
مقالات ضدّ العدوان
صلاح الدكّاك
حليب الحرية الأحمر
صلاح الدكّاك
مطهر يحيى شرف الدين
الرسولُ الأكرم.. الخُلُقُ العظِيم والجِهادُ المقدّس
مطهر يحيى شرف الدين
عبدالرحمن العابد
قرار أرعب العدوان
عبدالرحمن العابد
عبدالمجيد التركي
لكي لا يُقال!
عبدالمجيد التركي
يحيى المحطوري
هل حقّاً نُحِبُّ محمداً؟!
يحيى المحطوري
عبدالرحمن الأهنومي
كَالَّتيْ نَقَضَتْ غَزْلَها
عبدالرحمن الأهنومي
المزيد