{قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون} (سورة يونس: الآية 58). رغم وضوح الآية، والأمر الصريح فيها، وتبيين مكانتها، إلا أنه لا يزال هناك كائنات تقتات على حقدها للنبي (ص) الذي يعتبر أهم وأعظم نعمة للبشرية. ولا يزال هؤلاء المأزومون يقدمون أنفسهم كناصحين للناس، بينما هم في الحقيقة جبنوا عن قول كلمة حق واحدة فيما يحدث في السعودية من حفلات مجون وعهر، وذلك خوفا وطمعا وذلا من فرعون وزبانيته.
نسي هؤلاء الببغاوات معنى أن تكون يمنياً ومسلماً، وسلموا زمامهم للرعاع المدعين، ولذلك فمن العبث مناقشة من رضوا أن يكونوا إمعات؛ فالأمر واضح لا لبس فيه، وفي داخلهم يعلمون جيدا ألا مشكلة هنالك، ولكنها «الأوامر»! فهناك أوامر تصل إلى قادة هؤلاء من واشنطن وتل الربيع لتخبرهم بما هو حلال وما هو حرام، فماذا يستطيع هؤلاء الذين رهنوا أنفسهم لخدمة الأعداء أن يفعلوا؟!
هم صدّقوا قاعدة الجنرال النازي جوبلز: «اكذب، أكذب... حتى تصير الكذبة حقيقة»، ونسوا القاعدة الإلهية التي تنص على: «إن الباطل كان زهوقا»، وبذلك غرهم الشيطان مرتين: الأولى: في الدنيا، والتي ستنتهي بالخزي والعار، والثانية: في الآخرة يوم يأتون لعملهم فيجدونه سيئاً كمواقفهم المخزية، وينتهي بهم الأمر في جهنم، بل في قاع جهنم، تحت الكفار والمجرمين!
لو أنهم على الأقل اعتبروا ذكرى المولد النبوي الشريف واحدة من تلك الحفلات والأعياد التي يحيونها، فقد قالوا عن عيد الحب إنه مناسبة «اجتماعية» ولا بأس في إحيائها، والمطبلون هنا صمتوا ولم يعلقوا بمثل هذا الغل الذي يفعلونه في مواجهة من يريدون أن يحتفلوا فقط بذكرى مولد النبي الذي أنقذنا من الظلمات، وفيه تتلى الآيات وتنشد الأذكار وتصدح الأشعار بكل ما هو جميل ولائق في مناسبة عظيمة كهذه.
الأمر لا يتعلق بالمولد فقط، بل إنهم قالوا ببدعة من يصلي على النبي جهرا، واستبدلوا الصلاة على النبي بنوع من الصفير الذي لا يصدر سوى من مكابح سيارة رديئة. كما أنهم حولوا بيت النبي في مكة إلى دورة مياه، وحاليا يتم إخلاء مدينة رسول الله من ساكنيها بالإكراه، وأقيمت مؤخراً طقوس تلمودية علنية قرب المدينة المنورة تمهيدا لاستيطانهم فيها، وقد قالها ذلك المذيع العبري: «أنه حلم يتحقق»، بينما انطلق المنافقون ليؤيدوا هذه الفضيحة تحت مسمى التسامح!! أوليس أولى أن يتسامحوا مع المسلمين أولاً بدل تكفيرهم؟!
لو بحثت عمن قام بنشر أكذب الأحاديث عن رسول الله، لوجدت أنهم هؤلاء الذين يحاربون المولد النبوي كل عام، وستجد أنهم من موّل عمليات تشويه المولد النبوي في دول أخرى؛ فهم يتعاملون مع الأمر بجدية يحسدهم عليها أي صهيوني متحمس!
فلذلك، نصيحتي ألا تلتفت لما يقول هؤلاء من هراء وأكاذيب، ولتشترِ شالك الأخضر، وقبعتك الخضراء، وتقوم بتنظيف بيتك وحيك، وترفع زينة المولد عاليا، وتحسن للمحتاجين ولجيرانك، وتجتمع مع إخوتك في الفعالية القادمة لتسمع سيرة المصطفى (ص)، خاصة في هذا العام الذي سيكون الأضخم والأكثر تألقا بإذن الله، ولكل من أراد أن يعكر عليك صفوك، فقل له: هذا نبينا وحبيبنا وقائدنا وقدوتنا، وحرية التعبير مكفولة للجميع، فلماذا ضاقت عليكم الأرض بما رحبت في ذكرى مولده؟!
* نقلا عن : لا ميديا