لِمَن سيزورُ المدينة
أتركُ رمانةً
و مخيلةً للمُحَلِّقِ قُربَ مواجدِها
و سلاماً بكل اللغات التي احتَرَقَتْ..،
هيَ لمْ تشتكِ من شظايا السوادِ
التي ثَقَبَتْ روحها الأبدية..
لم يَنكَسرْ نَفَسُ اللهِ فيها ..
و لم تختنقْ بغبارِ العواصِفِ ..،
ثمة طيرٌ يُقاسِمُها أنَّةً ..
و يمدُّ لها غَزَلاً ناعماً
مثل غيمٍ و ظِل .
لمن سيزورُ المدينةَ
حزنٌ من الدَّمِ و الطينِ
بعدَ الدَّوِيِّ المُحَرَّمِ ..،
قطعةُ أرضٍ سماويةٍ
لحضورٍ يُطيلُ التأمُّلَ ..،
أطلالُ مزرعةٍ
و مقابرُ تَعرِفُ زوارها من بعيدٍ
و تعرِفُ أرملةً لشهيدٍ
تَصُبُّ على قبرهِ دَمْعَها
و تقولُ:
هنيئاً .. هنيئاً ..
لقد نِلْتَها مَرَّتين .
و كلُّ انتظارٍ .. عميقٌ كجُرحٍ
و كلُّ انتظارٍ .. رجاءُ الهديلِ المُعَطَّرِ
وجهُ الحنانِ الأمومي
يخجَلُ مِنْ طِفلةٍ
في الركامِ .. تُنَوِّمُ دُمْيَتَها بالأغاني ..
تُحَدِّثُ نَجْمَتَها :
سيعودُ أبي مِنْ وراءِ السِّياجِ
لِيَحْضِنَني
أو لأحضِنَهُ
و أزُفَّ لهُ آخِرَ الأُمنيات .
* 5يناير 2016م