من كأس العالم للمثليين في قطر وأحداث الفوضى الشعبية في إيران، وتحذيرات قوى الطاغوت الأوروبية من تخصيب إيران النووي في مفاعل فودو، إلى إحاطة مبعوث الأمم المتحدة لليمن في مجلس الأمن، وما صاحبها من كذب وتضليل ووقاحة في كلمات السفير الأمريكي في اليمن والمندوب الإماراتي وسذاجة المندوب الكيني... كل هذا يقول للشعب اليمني إنه من دون وعي وأخلاق ومشروع، لا دين ولا عقيدة مُحصن ضد إساءة الاستخدام الصهيوني لتضليل الفهم الجماهيري، كل شيء قابل لإساءة التوظيف والاستخدام، والتاريخ خير شاهد على ذلك، وإذا لم يتعلم المواطن والمجتمع اليمني كيف يتحملوا مسؤولياتهم اليوم وبوعي فلن نخرج من المستنقع الصهيوني اللعين.
نحن اليوم أكثر إصرارا على أن المبادئ والقيم والأخلاق لا تتجزأ، في الدين والسياسة والثقافة والعمل والقول والفعل وحتى في الرياضة، ومن فقدها في أحدها فقدها في بقيتها، لذلك لا جدوى من تقديم النصائح لمن لا أخلاق ولا قيم له، ولا تعاطف مع من يقف على حافة الهاوية الأخلاقية. هؤلاء عليك أن تأخذ حقك منهم بقوة ذراعك؛ لأن الحكمة لم ولن ولا تنفع مع الأنذال.
الوعي اليوم في تقديم التحليل العسكري والسياسي، عندما يصاحب ذلك تحرك علني لكبار قيادات الجيش الصهيوني للقاء بقيادات الجيش الأمريكي، ووعود قيادات جيش أمريكا بحماية «إسرائيل»، أنه لا يمكن تثبيت الصورة وتجميد الزمن، لا بد أن يأخذ كل واحد في اعتباره أن حركة الأحداث تقوم بتغيير الواقع، وأن هذا التغيير قد يحدث تحولات متتالية وبسرعة هائلة، تبدل الأطراف مواقعها، وتتحول التناقضات الثانوية إلى تناقضات رئيسية أو العكس، وأن بعض الخصوم يتحولون لحلفاء حتى يأتي الوقت ليأكلوا لحمك ميتا، وأن بعض الأصدقاء يميلون ميلة واحدة لمعسكر الأعداء من غير علمهم أو بعلمهم. لكل هذا وغيره لا بد أن يتحلى التحليل السياسي بالموضوعية الواعية، ويبتعد تماما عن الأهواء الشخصية والعواطف، وأن يكون المحلل السياسي أمينا في تقديم الموضوع والنتائج حتى لو خالفت تقديراته الخاصة، وأن يقدم تحليلا شاملا للعدو فيه المنطلقات والغايات والأهداف، ويظهرها علنا لشعبه، مخلصا وصادقا مع الله ونفسه والناس والوطن.
الوعي اليوم هو إعلان التكاتف والتوحد الشعبي والجماهيري أكثر من ذي قبل، مهما كان اختلافنا، فهذا يؤكد للعدو الخارجي والمتخاذل الداخلي، علم ومعرفة شعبنا أن بئر الغباء السياسي المتصهين لا قاع له، فلا يوجد في التاريخ خيار يضمن النجاح والسلامة معا، ولهذا وحتى تتحدد المسؤوليات والقرارات المواجهة للعدو الصهيوني والأمريكي بدقة، لم يعد بالإمكان السماح لأحد بتوجيه شعبنا لمواجهة التحركات الصهيونية والأمريكية، غير الطليعة الثورية ممثلة بالسيد القائد فقط أو من يمثله رسميا، وهؤلاء هم وحدهم من يعلن خيارات المواجهة ومن يقدم المبادرات علنا، وعلى الجماهير اليمنية أن تستجيب لموجهات وتوجيهات القيادة بوعي وحيطة وحذر، ولا تسمح أن يُترك أمر توجيه الناس في مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام لتوجيهات ومبادرات وأحاديث وتصريحات أصوات الزيف والتضليل، فهؤلاء لم يقدموا لنا حتى اليوم ولا حتى نقدا ذاتيا أو اعتذارا واحدا عن خوضهم اليومي للمعارك الإعلامية التي تشتت وعي وأخلاق ومشروع تحرر واستقلال شعبنا، أو الكف عن الهمز واللمز التي تتعمد تشويه الجيش اليمني ورجال الله والوطن الذي في جبهات العزة والشرف، ولم يأمنونا ويؤمنونا نحن كمواطنين يمنيين من استمرار شرور فساد وإفساد الأنظمة التي نقلتهم إلينا على صهوة بعض تلك الخيول المريضة.
* نقلا عن : لا ميديا