فأن تكون صادقًا في اقتفائك لرسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، أن تكون صادقًا في الاقتداء برسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) هو أن تنذر حياتك لله، وتنذر موتك لله. ليس فقط هو أن أبحث عن كيف كان رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) [يتَمَسوَك] أو كيف كان يؤدي أعمالًا أخرى! هذا شيء.
الإنسان الذي يعلم أنه يجب عليه أن يقتدي برسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) يجب أن يقتدي به في كل هذه الأشياء التي أمر بها رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) ولو قلنا كما قد يقول البعض: بأن هناك أشياء تختص بالنبي، لكن أما في ميادين العمل فقد يختص بالنبي (صلوات الله عليه وعلى آله) هو أن يبذل جهده على أعلى مستوى، على أعلى مستوى، لكن ذلك لا يعني: بأن الآخرين ليس أمامهم أن يبذلوا جهودهم على أعلى مستوى.
فما أمر به رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) نحن أُمرِنا بأن نقتدي به، فما هو في مجال العمل في سبيل الله لا نجد أن هناك خصوصيات للرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) في مجال العمل في سبيله إلا خصوصية – إن صحت العبارة – التكليف على أرقى مستوى، أن يبذل جهده على أعلى ما يمكن في سبيل الله.
ولكن الآخرين من الناس لا زال المجال مفتوحًا أمامهم بأن يقتدوا به على أعلى درجة ممكنة، فنحن هنا في قوله تعالى: {وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (الأنعام: من الآية162) وهو يقول لرسوله أن يقول هكذا وأنه أمر بهذا، فلو قلنا بأن المسألة لسنا أو ليس مطلوبًا منا أن نقتدي به فيها: فننذر حياتنا لله، وننذر موتنا لله سترى ماذا سيحصل! أنه أنت إذا لم تكن ناذرًا لحياتك لله ولم تكن ناذرًا لموتك لله فإنك ستبتعد عن أشياء كثيرة جدًا جدًا من الأعمال التي يجب عليك أن تؤديها، وأنك أيضًا ستفقد صفة من الصفات التي فرضها القرآن الكريم كصفة لازمة لأولياء الله هي: أنهم باعوا أنفسهم من الله.
فلو أنها مسألة مختصة بالرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) لما ذكرها في مقام آخر من الصفات التي أثنى على عباده المؤمنين بالتحلي بها {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ} (التوبة:111).
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
محياي ومماتي لله
دروس من هدي القرآن
ألقاها السيد حسين بدر الدين الحوثي
29/8/2003م
اليمن – صعدة
* نقلا عن : موقع أنصار الله