لدينا شواهد كثيرة في التاريخ الماضي والحاضر، أنه حين نترُكُ الجهاد ونستبهِضُ التضحيات، نتسبب في خسارات كثيرة، وكُلَفٍ باهظة، ودماءٍ أكثر.
حينما حاصر الأتراكُ العثمانيون صنعاء لأول مرة في القرن العاشر الهجري، وحصل اختلاف وتثاقل عن المواجهة والتضحية والشهادة، فما الذي حصل؟
استولوا على صنعاء، ثم قتلوا من أهلها ألفا ومِئة، وارتكبوا بشاعات يندى لها جبين الإنسانية، حَيثُ نهبت البيوت، وأخذت النساء والأولاد فارتكب فيهم العظائم وبيع بعضهم في السوق، واشتد الخطب، ومن بشاعة ما حدث شبّه بعض المؤرخين جرائم الأتراك عند دخولهم صنعاء بجرائم التتار يوم دخولهم بغداد، سيما جرائم اختطاف النساء والبنين وهي الجرائم التي لا يمكن للمجتمع اليمني أن ينساها بسهولة كونه من أكثر المجتمعات العربية والإسلامية محافظة، وأقوى دليل على ذلك أن الكثير من النساء اللاتي تعرضن للاعتداء من قبل الأتراك يوم دخولهم صنعاء أقدمن على الانتحار.
ومثل هذه الجرائم كانوا قد ارتكبوها في زبيد وتعز وعدن قبل وصولهم إلى صنعاء.
ألا يدل هذا على الكلفة الباهظة لترك الجهاد؟ وعلى أن المجتمع اليمني اليوم بصموده وتضحياته بات يعرف نتيجة التباطؤ والتثاقل عن مواجهة الغزاة؟
السؤال: ماذا لو لم يتحَرّك شعبُنا بقيادته الحكيمة لمواجهة غزاة اليوم ما السيناريو الذي كان ينتظر صنعاء؟