على مرأى ومسمع من الله سبحانه وتعالى ومن الإسلام والعروبة ومن البشر جميعاً، ها هي الإمارات تمضي سادرة في غيها وتُجاهر بالفاحشة وتصنع النكبة تلو الأخرى إلى حد أن مسؤولاً صهيونياً كبيراً طلب من الصهاينة الاهتمام بهذه الدويلة وشُكرها على ما قدمته من خدمات لدولة الكيان الصهيوني، مشيراً إلى أن ما حققته الإمارات خلال عامين تجاوز بكثير ما حققته الدولة الصهيونية خلال أربعين عاماً، إلى هذا الحد أصبحت الذات لدى هؤلاء البشر مسحوقة وغير جديرة بالاهتمام من قبلهم فهم بشر مُسخ أفاض الله عليهم بالمال فانغمسوا في الرذيلة، كيف لا وهم يحللون كل شيء يستهدف العروبة والإسلام، بل وينخر في عظم القضية المركزية للأمة قضية الشعب العربي الفلسطيني التي ظلت في قمة اهتمامات كل عربي ومسلم، من قبل البشر المنتسبين للعروبة ظلماً وعدواناً الذين تحولوا إلى أعداء مباشرين لهذه القضية وللأمة بشكل عام ولا تزال الفضائح تتعاقب في هذا الجانب، وآخرها الإعلان عن إدخال قضية الهولوكوست في مناهج الإمارات بهدف التباكي على الصهاينة الذين ذهبوا ضحيتها حسب زعم المؤسسات الصهيونية، والإمارات للأسف اليوم تتصدر هذه المواقف بحماس بل وتحاول نقل بائعات الهوى من فلسطين المحتلة إلى دبي بعد أن أصبح وجودهن مشروعاً ومرحباً به، إلى متى سيستمر العرب في الصمت المطبق على مثل هذه التصرفات الشاذة ؟! والتي وصلت حداً لا يطاق تمثلت في أن أحد المواطنين الإماراتيين كتب في موقعه على التويتر يُطالب الدولة بإغلاق مكتب فلسطين وتحويله إلى مؤسسة تتعاطف مع ضحايا الهولوكوست بحسب وصفه، في حين أننا وكثيرين جداً يعلمون أن هذه الحادثة لم تكن سوى حادثة وهمية روّج لها اليهود وأصبحوا يمجدونها ويعتبرونها محور التسامي والانحياز إلى ما يُسمى بالسامية، أما من أنكر هذه الواقعة فهو معادٍ لهذه السامية، كُنا نغض الطرف عن هذه الدعايات وهذا التضليل من قبل الإعلام الصهيوني والأمريكي والأوروبي، أما أن يتحول إلى مادة مُحببة لدى دول عربية مثل الإمارات والبحرين وغيرهما، فإنها مأساة وثالثة الأثافي، وكأني بالشعب العربي الفلسطيني المناضل المغلوب على أمره يستجير بآخرين ويطلب اللجوء إلى جنسية أخرى بعد أن تخثرت الجنسية العربية وأصبحت عاراً بالنسبة لكل مواطن فلسطيني وعربي، بسبب أصحاب المشالح هؤلاء ومواقفهم المهينة التي أصبحت تتنكر لكل ما هو عربي وكل ما هو إسلامي باسم العروبة والإسلام، وقد حق لنا في هذه الظروف الصعبة أن نُنادي واجمالاه، أين عبد الناصر وأين الزعماء من هذه الأمة الذين أرعبوا الصهاينة في زمن الصحوة العربية المبكرة ؟!
نرجو الله أن يُهيئ لهذه الأمة زعيماً عربياً مسلماً صحيحاً لا مُتاجراً بالإسلام لإنقاذ ما تبقى من الكرامة والشرف .. والله من وراء القصد ..