من ميت الأحياء إلى مقام الشهيد صالح الصماد ورفاقه الأوفياء..
السلام عليكم وعلى رفاقكم الكرام في مقعد الصدق عند المليك المقتدر.
سيدي الشهيد..
أكتب إليكم رسالتي الخجولة غير المختومة بقطرات الدموع أو عبارات الأحزان، إذ البكاء على أمثالنا لا على أمثالكم.
نعم أيها السعيد، كنت سأبكيك كثيرا لو أكلتك السباع ورحلت عنا بغير وداع.
كنت سأبكيك لو غادرتنا بسبب حادث مروري عابر أو جلطة دماغية مفاجئة.
كنت سأبكيك كثيرا لو لقيت الله بأي شكل من الأشكال غير الطريقة التي كنت تتمناها.
كنت سأبكيك لو لم تسر على الدرب الذي سار عليه جموع رفاقك الذين سبقوك إلى دار الخلود.
كنت سأبكيك لو لم تلقَ الله ممزق الأشلاء، مقطع الأعضاء، مضرجا بالدماء، شهيدا عزيزا على نهج قادتك العظماء من الصديقين والأنبياء والأعلام والأولياء.
نعم أيها الفائز السباق دوما.
كيف أبكيك وقد أصبحت عالي المقام، رفيع الشأن، خالد الذكر، ناجح السعي، آمن العاقبة، ومضمون المصير؟!
كيف أبكيك وقد صعدت إلى حيث تريد من النعيم المقيم، تحفك ملائكة الله، وتستقبلك جموع رفاقك الذين طالما استبشروا بلحاقك بهم، وتمنيت أنت اللقاء العاجل بهم؟!
هنيئا لك من أعماق القلوب أن نلت وسام الفضل والسبق، وختمت أيام حياتك الدنيا بالشرف العظيم، ورحلت عنها حاملا تاج العز الأبدي السرمدي الخالد.
أعلم أنك ستسامحني على سوء المقال، وتبتسم وأنت في عالمك الثاني، كما كنت تفعل هنا دائما.
السلام عليك وعلى رفاقك الشهداء ورحمة الله وبركاته.
* نقلا عن : لا ميديا