مجاهد الصريمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
مجاهد الصريمي
مازال في الأمل بقية
إلى قلمي المصاب بحمى الثورة
بعيداً عن أشباه الرجال
وضوحٌ وتواضعٌ وعدالة
الملجميون
ما أبعدنا عنه!
دمعة في محراب الوصي
العدل والمساواة أولاً
شياطين بالفطرة
شاهد واحد فقط

بحث

  
هذه هي المرأة
بقلم/ مجاهد الصريمي
نشر منذ: سنة و شهرين و يومين
الأربعاء 01 مارس - آذار 2023 07:07 م


يقدم القرآن الكريم بين يدي المستمسكين به ككتاب هداية: نماذج من النساء اللواتي تفوقن على الكثير من الرجال، في رجاحة عقولهن، وقوة صبرهن وثباتهن في طريق الحق، وضربهن أروع الأمثلة في مواجهة الباطل، بأرواح سامية لم تسقط أمام المغريات، ونفوس زكية لم تتأثر بثقافة الفساد التي تحكم الواقع من حولهن، ولم تستسلم لنداء العاطفة على حساب التخلي عن الموقف الذي يتطلبه الإيمان بالله، كما لم تحسب للظلم حسابا، مهما قويت شوكته، واتسعت دائرة نفوذه وسلطانه.
فهذه امرأة فرعون، تتجه إلى الله سبحانه بنداء الخاشع المنيب، وإقبال المنتصر على عواطف الزوجية، ونعيم الملك والجاه، فتقول: «رب ابن لي عندك بيتاً في الجنة، ونجني من فرعون وعمله، ونجني من القوم الظالمين». ومثلها مريم بنت عمران، التي كانت مثلاً في الطهارة والعفة، والتصديق بوحي الله وكلماته، إلى الحد الذي حول حياتها كلها إلى قيام لله لا ينتهي.
ومثلما كانت امرأة فرعون، ومريم عليهما السلام مثلاً للمؤمنين في التفوق الإيماني، فقد كانت ملكة سبأ أيضاً شاهداً على إمكانية تفوق المرأة في إدارة الشؤون العامة للناس، من موقعها كملكة، إذ استطاعت بحكمتها ونفاذ بصيرتها أن تقود مجتمعها إلى بر الأمان، ولم يغرها ما لدى قومها من بأس وقوة فتندفع بدافع الحماس للقيام بما لا تُحمد عقباه، بل بقيت محافظة على هدوئها، ملازمة لطريق الحكمة التي مكنتها من اكتشاف ما وراء الدعوة التي جاءتها من نبي الله سليمان عليه السلام، لتتمكن في نهاية المطاف من معرفة أنه نبي مرسل من الله، ولم يكن ملكاً يسعى لبسط نفوذه، وتوسيع دائرة ملكه وسيطرته، مع ما سيلحق بلادها من خراب وفساد لكل مظاهر الحياة، ويحل بقومها من قهر وإذلال واستعباد، فيما لو تمكن من إخضاع دولتها، فذاك هو ديدن الملوك عبر التاريخ، لذلك كان قرارها بإرسال الهدية قراراً صائباً للغاية، فلو كان سليمان مجرد ملك فقط لاجتذبته الهدية، ودفعته لطلب ما هو أبعد منها، ولكنها النبوة التي لا تنخدع ببهارج وزينة الحياة الدنيا، ولا تلين أمام قوة المعرضين والمعاندين والجاحدين، وهكذا قادتها حكمتها إلى الذهاب إليه، والتعرف على دعوته عن قرب، فرأت من المعجزات ما يؤكد صدق دعواه، كما وجدت من خلال حوارها معه ما يبدد كل الشكوك ويزيل جميع المخاوف الباعثة على اتخاذ الحذر والحيطة تجاهه، ولما تبينت حقيقة أمره اتجهت إلى الله: «قالت رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي، وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين»، ومع أن قومها ولا شك قد أسلموا معها، لكن الله ذكر إسلامها فقط، تكريماً لها، لأن قومها قد أوكلوا إليها مهمة تقرير مصيرهم، كما تشاء، ولو اختارت الكفر على الإيمان لما خالفها أحدٌ منهم، ولدافعوا عنها بكل ما يستطيعون.
هذه هي المرأة، في الذكر الحكيم، ومثلها في حركة التاريخ الإسلامي، كخديجة أم المؤمنين رضي الله عنها، والزهراء عليها السلام، وزينب بنت علي عليهما السلام، وكم وكم من النماذج التي تضج بها الحياة ماضياً وحاضراً، ولكنها الجاهلية، التي مازالت ترى المرأة مصدر شر وخزي وعار، وصورة لتجسيد الخطيئة والفساد الأخلاقي، وكائنا لا يُنظر إليه إلا من زاوية الإغراء، باعتبار عنصر الأنوثة، الذي هو جزء من تركيبة المرأة، ولكنه ليس كل شيء فيها، فهل نعقل؟
 

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
مالك المداني
عقدة النقص!
مالك المداني
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
أنس القاضي
الإمبريالية الفرنسية في البحر الأحمر!
أنس القاضي
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
طه العامري
"إسرائيل" فوق القانون الدولي.. لماذا؟!
طه العامري
مقالات ضدّ العدوان
إبراهيم الوشلي
شعب يمني..!
إبراهيم الوشلي
يحيى المحطوري
كنت سأبكيك "في رثاء الشهيد الرئيس صالح الصماد"
يحيى المحطوري
أنس القاضي
مبادرة السلام الصينية والتعددية القطبية
أنس القاضي
د.خالد زيد الشامي
اليمن الغني الفقير
د.خالد زيد الشامي
عبدالرحمن مراد
من وحي خطابات القائد
عبدالرحمن مراد
فهد شاكر أبوراس
فرصةٌ أخيرة وفواتُ الفرصة غصة
فهد شاكر أبوراس
المزيد